شارك الأستاذ المساعد الدكتور جمعة حريز الطلبي، والمدرس الدكتور عادل شاكر وهام، التدريسيان في قسم الآثار بكلية الآداب جامعة بغداد، ببحثهما الموسوم: “إسهام علم الآثار في الكشف عن المقابر الجماعية” في المؤتمر الدولي (ذاكرة الألم في العراق.. قرن من الجرائم والإبادات الجماعية والمجازر والإنتهاكات)، الذي نظمه كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في العالم الإسلامي في كلية الآداب بجامعة بغداد وتحت شعار: (من إجل مستقبل خال من الألم)، بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة، والمركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، ومؤسسة السجناء السياسين، والهيئة الوطنية العليا للمسائلة والعدالة، ومؤسسة الشهداء، يومي السادس عشر والسابع عشر من شهر نيسان الجاري، والذي حضره شخصيات علمائية دينية وسياسية وأكاديمية وأهل الضحايا من مجزرة سبايكر والإزيديين وجمع كبير من المهتمين والمثقفين، ومنظمات دولية عربية وأجنبية تعنى بحقوق الإنسان.
هدفت المشاركة العلمية البحثية إلى تسليط الضوء علم الآثار الشرعي أو القضائي كونه أحد العلوم الحديثة التي تعنى باستعمال العلم لأغراض قانونية، ويهتم بتطبيق العلوم في تحليل وتفسير الأدلة المادية في الجرائم الجماعية والكوارث الطبيعة والقضاء المدني، فضلا عن تسليط الضوء على الخلفية التاريخية للعلوم الشرعية، والعلاقة ما بين علم الآثار والبحث الجنائي، ومدى تحقيق إهدافه في العمل الحقلي، وكذلك إسهام علم الآثار في التحقيق الجنائي، ومراحل العمل في المقبرة الجماعية بدءا من (مرحلة التقييم ومرحلة الحفر واستخلاص الأدلة من الموقع ومرحلة المعمل “المشرحة والمختبر”)، وعمليات المسح الجيوفيزيائي، والتقانات الحديثة المستعملة في الكشف عن المقابر الجماعية وأهمها: أجهزة تقدير المقاومة الأرضية، وجهاز كشف المعادن، وأجهزة قياس المقاومة الكهربائية، وجهاز الرادار وغيرها من التقانات.
أما أهم التوصيات التي خلصت إليها هذه المشاركة العلمية البحثية هي أن التحقيقات الأثرية الشرعية هي التي تحدد موقع ومسرح الجريمة وهي التي تسجل كافة الأدلة المادية المحتملة واستخراج الرفات البشرية، وتحديد واستخلاص وتفسير وتسجيل المعالم الطبيعية والسياق الذي عثر فيه على الأدلة من أجل تأمينها لصالح السلطات القانونية أو الإنسانية المختصة، وأن طبيعة العمل الحساس في المقابر الجماعية يلقي مسؤولية أخلاقية ضخمة على عاتق الآثاريين للحفاظ على مستويات الأمانة والنزاهة، إذ يجب المحافظة على مستوى عال من الأخلاق العلمية لدى العاملين في هذا المجال بسبب الإعتبارات المتعلقة بالقوانين وحقوق الإنسان، وأن يتحلى العاملون بالقدرة على البرهنة والإثبات لكل الفرضيات التي يقدمها الواقع العملي.
يذكر أن الدكتور عادل شاكر وهام، التدريسي في قسم الآثار بكلية الآداب هو أحد أعضاء اللجنة التحضيرية ومقررا لإحدى جلساتها العلمية بالإضافة إلى مشاركته العلمية البحثية، وقد شارك في الوقفة الإحتجاجية مع ذوي ضحايا مجزرة سبايكر التي أقيمت مع معرض الصور الذي يوثق هذه الحادثة الأليمة في منطقة ما بين الحرمين للعتبتين الحسينية والعباسية، فضلا عن مشاركته في الورشة العلمية الخاصة بهذه المجزرة وفعاليات منظمة يزدا التي توثق الإنتهاكات الوحشية من قبل العصابات الإجرامية التكفيرية على الإيزيديين والتي أقيمت على هامش المؤتمر الدولي.

Comments are disabled.