تتميز الدراسات الجامعية بأنها تتماشى مع ما يتطلبه العصر، لتتطور مع تطور الأحداث والمجتمعات، لكونها معنية بدراسة الظواهر والمشاكل التي يواجهها المجتمع في حياته اليومية، ومن هذا المنطلق نجد أن اغلب البحوث الأكاديمية في الجامعات الرصينة إنما تناقش وتعالج جملة من المواقف ذات التأثير في الحياة وبأشكال عدة، وهذا الأمر ينطبق مع كافة الجامعات الرصينة ومنها جامعة بغداد، لذلك تقوم جامعة بغداد بمجموعة من الدراسات العلمية والإنسانية مع ما يوائم المجتمع والعصر، وذلك خدمة للمجتمع، حيث رفعت جامعة بغداد شعار:”الجامعة في خدمة المجتمع” لتقدم أفضل خدماتها الإنسانية وأوسعها، فالجامعة كثيرا ما تبادر عبر بحوثها العلمية والتطبيقية في دعم وتطوير ما يمكن تطويره سعيا للارتقاء به، ذلك أن ارتقاء الجامعات هو ارتقاء للشعوب، وأن نوعية البحوث وموضوعيتها تحقق التطور والارتقاء المنشودين، ولعل ما قاله السيد رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور موسى جواد الموسوي حول هذا الصدد يؤكد أهمية البحوث ودورها في رقي الجامعات والمجتمعات، حيث يقول ” إن البحث العلمي هو المؤشر الرئيس الى رقي الجامعة لتكون بمصاف الجامعات المتقدمة في العالم، التي ترصد ميزانيات كبيرة للبحث العلمي كي تحقق أهم الدراسات الأكاديمية وأنجعها في خدمة المجتمعات”جاء ذلك خلال كلمة ألقاها في افتتاح ندوة المراكز البحثية والخدمية في الجامعة تحت عنوان “البحث العلمي وخدمة المجتمع “.
مراسل موقعنا الالكتروني تابع الندوة الهامة هذه وأفادنا بجملة من التفاصيل عنها، فقد أكد رئيس الجامعة على مهمة المراكز العلمية في الجامعة والتي يجب أن تنصب في خدمة المجتمع، لتسهم في تطوير الزراعة والصناعة والتقانات الطبية والهندسية من خلال فتح آفاق التعاون مع دوائر وشركات القطاع العام والخاص، وعليه فان المراكز البحثية مدعوة إلى وضع هيكلية واضحة للبحث العلمي، مع استعداد الجامعة إلى دعم موازنتها المالية لغرض تجهيز الأجهزة والمستلزمات المطلوبة للبحث العلمي، وذلك من اجل التواصل مع المجتمع ليس من داخل الجامعة فحسب بل خارج أسوار الجامعة أيضا، مركزا بذلك على العمل في تنشيط البحوث وتشجيع طلبة الدراسات العليا والباحثين كلا بحسب اختصاصه، للإسهام في حل المشاكل الطافية على الساحة العراقية من خلال إيجاد الحلول العلمية والعملية لمعالجة هذه المشاكل بالبحث العلمي .
كما دعا رئيس الجامعة في كلمته التي ألقاها على القائمين على المراكز العلمية والخدمية في الجامعة إلى ضرورة الاتصال بوزارات الدولة المختلفة بغية فتح آفاق التعاون العلمي والعمل على تقديم خدمات علمية استشارية، وتشجيعهم على إعداد بحوث علمية تسهم في حل مشاكلهم، أيضا شدد الدكتور الموسوي على مركزي الدراسات الدولية والفلسطينية في تقديم خدمات استشارية وآراء إعلامية، تسهم في إبراز المركزين عبر القنوات الفضائية مع إجراء لقاءات للتعريف بدور مراكزهما على الساحة الإعلامية، أسوة بما تفعل بعض المراكز والكليات، وكان رئيس الجامعة قد أثنى على دور المراكز الأخرى التي أسهمت في نجاح تجربتي امتحان التوفل والـ IC3من خلال فتح دورات متعددة وإجراء الامتحانات الدولية، وتحقيق مراكز متقدمة في النجاح . كما أضاف مراسل موقعنا الالكتروني بأن الأستاذ الدكتور رياض عزيز هادي مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية، كان قد ترأس أعمال الندوة داعيا تقديم المحاضرات التي أسهمت بها مراكز البحوث ومتحف التاريخ الطبيعي والدراسات التربوية والأبحاث النفسية والدراسات الفلسطينية وإحياء التراث العلمي العربي والدراسات الدولية والتطوير والتعليم المستمر والحاسبة الالكترونية ومركز بحوث السوق، إذ قدمت المراكز العلمية البحثية والخدمية الثمانية محاضرات ورؤى طرحت من خلالها ما يمكن أن تقدمه من خدمة علمية وعملية للمجتمع الذي هو بأمس الحاجة إلى تقديم الاستشارات التي تسهم في حل المشاكل المختلفة . وقد أكدت الندوة على فتح باب المناقشة وقراءة التوصيات التي دعت إلى تقديم خدمات بحثية وعلمية واستشارية مركزة مع القطاعين العام والخاص والإفادة من الخبرة المتراكمة لدى باحثي وتدريسي المراكز العلمية الثمانية، وقد أقيم على هامش الندوة معرضاً كبيراً لانجازات المراكز البحثية العلمية الخدمية وإصداراتها على مدى السنوات الممتدة منذ مرحلة التأسيس ولغاية الوقت الحاضر، والتي حضت بإعجاب الحاضرين من الجامعات العراقية ودوائر الدولة المختلفة وممثلي شركات القطاع العام والخاص، وكان مراسل موقعنا الالكتروني قد زودنا ببعض الصور الفوتوغرافية لهذه الندوة ونشاطاتها العلمية التي عكست صورة مشرقة في بناء العراق وأعماره ضمن النهج الاستراتيجي الذي رسمته رئاسة جامعة بغداد، والذي تجسد في العديد من الخدمات والاستشارات العلمية والموضوعية التي تتقدم بها الجامعة بشكل مباشر للمجتمع، حيث توفر الجامعة عددا هائلا من الخبرات والخدمات الاستشارية والإستراتيجية والدراسات والدعم للمواطنين عبر المراكز البحثية والمكاتب الاستشارية الخاصة بالجامعة، فتقدم مزيدا من الخدمات النوعية ساعية إلى تطوير المجتمع العراقي والارتقاء به .