نبذة عن كلية الاداب
شهد النظام التعليمي في العراق سلسلة من التطورات ادت الى ظهور كلية الآداب في اواخر النصف الاول من القرن العشرين ، وتحديداً في 22-23 آذار من عام 1949 ، وعبر هذا العمر الطويل تشرف هذا الصرح الحضاري بحمل راية الفكر والثقافة بكل قدرة وكفاءة للإسهام في خدمة المجتمع في مجال العلوم الانسانية واللسانية ، وتسليح الطلبة بسلاح العلم والمهارات والمعارف الانسانية وصولاً الى تحقيق الاهداف السامية والنبيلة التي من شأنها خدمة الانسانية جمعاء . البداية كانت مع ظهور فكرة ايجاد جامعة في اربعينيات القرن الماضي لغرض تعزيز الدور الريادي للبحث العلمي بعد ان تأسست مجموعة كليات غايتها مهنية لغرض اعداد موظفين او متخصصين بمهن معينة تلبي حاجة آنية، فأصدرت الحكومة في سنة (1943) امراً بتشكيل اول لجنة لدراسة مشروع انشاء جامعة بغداد برئاسة الخبير البريطاني المستر(هملي) وانتهت اللجنة الى اهمية انشاء الجامعة وتوصية بتأسيس اولى كلياتها وهي ( كلية الآداب والعلوم) سنة 1949 ليكون هدفها الرئيس العناية بالآداب والعلوم الحرة من دون ان تتقيد بتخريج المهنيين المتخصصين ، فكانت هذه الكلية (الآداب والعلوم) الغرسة الاولى للتعليم الجامعي في العراق، وهي النواة الحقيقية لجامعة بغداد ، ولقد استمرت الدراسة في هذا الكلية حتى تشريع قانون جامعة بغداد في ايلول 1956م، الذي تأسست الجامعة بموجبه رسمياً، لكن القانون بقي معطلاً ولم يشرع في تنفيذه حتى اواخر 1957،وبعد ذلك بمدة قصيرة وتحديداً في عام 1958 م تم فصل كلية الآداب وكلية العلوم. لقد كانت ( كلية الآداب) عند تأسيسها تضم ثلاثة اقسام هي اللغة العربية وآدابها، والاجتماعيات (التاريخ والجغرافية) والفلسفة ثم اضيفت اليها اقسام اخرى ليصبح مجموعها سبعة اقسام هي: اللغة العربية، اللغة الانكليزية، والاثار والحضارة لسنة (1951م) والاقتصاد والتاريخ والجغرافية والاجتماع لسنة(1952م) ، لكن في سنة 1954 الغي قسم الفلسفة، وفي بداية(1959م) تم افتتاح قسمين جديدين هما قسم اللغة الكردية وقسم العلوم السياسية، وفي سنة (1960م) اعيد فتح قسم الفلسفة، وانسلخ قسم العلوم السياسية والحق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية سنة (1962م) ، وفي سنة (1963) ألحق قسم اللغة الكردية بكلية اللغات، وفي سنة (1964) استحدث قسم الصحافة لأول مرة، واعيد تنظيمه وتسميته باسم ( قسم الاعلام) الذي انفصل لاحقاً عن الكلية تحت اسم كلية الاعلام في عام (2003). في سنة (1969) ادمجت كلية اللغات والبنات والتربية والشريعة في كلية الآداب واستحدث على اثر ذلك قسم اللغات الاوربية الذي انفصل سنة (1980) عن قسم اللغة الانكليزية وقسم الدراسات الشرقية ( التركية ، العبرية ، الفارسية) وقسم الدين الذي ادمجت معه في سنة (1972) كلية (اصول الدين) . وفي سنة (1988) انفصل قسم اللغات الشرقية والاوربية عن الآداب والحق بكلية اللغات بعد استحداثها وتحويل قسم اللغة الكردية الى كلية التربية وقسم اصول الدين استقل باسم ( كلية الشريعة) ، وفي سنة 1974 استحدث قسم علم النفس. لقد امتازت (كلية الآداب) بنشاطها الثقافي في كل مجالات المعرفة الإنسانية، فعقدت فيها ندوات ومؤتمرات مهمة، كما كان لها موسم ثقافي، تم أحياؤه مؤخراً وقدم مجموعة ندوات شهرية منها (الدكتور علي الوردي ما له وما عليه ، قراءات شعرية ، اللغة والوئام الحضاري، علم الاجتماع ودوره في المتغيرات الحاصلة، الغرب في نظر الرواية العربية، تفشي ظاهرة الغش بين الطلبة، حقوق الإنسان عبر التاريخ). شغلت (كلية الآداب) البناية المقابلة للمعهد الطبي الفني في باب المعظم عند التأسيس ثم انتقلت في سنة (1956) الى البناية التي تشغلها كلية القانون وبعد ان ادمجت كليات التربية والشريعة واللغات والبنات في كلية الآداب سنة (1969) انتقلت الكلية الى البناية التي كانت تشغلها كلية التجارة وهي البناية الحالية. وفي كلية الآداب وضعت اللبنات الاولى للدراسات العليا في العراق تحديداً في قسم التاريخ عام (1960-1961) لدراسة الماجستير، وافتتحت دراسة الدكتوراه في سنة (1972) في اقسام ( التاريخ والجغرافية واللغة العربية ) وفي الوقت الحاضر تشمل الدراسات العليا( الماجستير والدكتوراه ) اقسامها المختلفة، والمعدل العام لعدد طلبة الدراسات العليا في الكلية نحو 700 طالب. وتصدر عن كلية الآداب مجلة علمية محكمة هي ( مجلة الآداب) التي صدر عددها الاول في حزيران سنة (1959م) ، وظهرت الي جانبها مجلة متخصصة بالتاريخ والاثار صدر عددها الاول عام 2000م ، فضلاً عن نشرة رؤى الآداب الدورية التي تصدر عن وحدة الاعلام والعلاقات العامة في كلية الآداب التي صدر العدد الاول لها عام 2010م . ان كلية الآداب تعد من الكليات الفريدة التي استطاعت ان تحافظ على التقاليد الجامعية ، ولقد رفدت المشهد الثقافي العراقي بأسماء لامعة وبنتاجات علمية رصينة ، وفي أروقتها أقيمت اكبر المؤتمرات والندوات الثقافية حضرها وحاضر فيها الكثير من العلماء والمفكرين, ولقد تخرج منها الكثير من رجال العلم والتربية من العراقيين والعرب والأجانب ، واحتضنت فرسان المعرفة والثقافة العراقية والعربية امثال طه باقر وجواد علي وعلي جواد الطاهر وعلي الوردي وجعفر خصباك وياسين خليل وخليل عماش وإبراهيم شوكت وجاسم محمد الخلف وعناد غزوان وصالح احمد العلي وسامي سعيد الاحمد ومدني صالح وكامل الشيبي وحسام الالوسي وقيس النوري ومتعب مناف السامرائي وعلاء البياتي وكمال مظهر والقائمة طويلة جدا.