نوقشت بقسم الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة بـ(صناعة السياحة المستدامة في محافظة ذي قار) للطالبة سارة رحيم حويل وذلك يوم الاحد الموافق 16/ 12 /2018 على قاعة الادريسي وتألفت لجنة المناقشة أ. د.احمد صباح مرضي رئيساً وعضوية كل من أ.م. د. علاء محسن شنشول عضواً ومشرفاً و أ. د. انتصار حسون رضا عضواً و أ.م. د.بشار محمد عويد عضواً.

تهدف الرسالة الى تشكل ذي قار معلما آثاريا وسياحيا مهما، لا يختلف عليه احد، وتبدو هذه المدينة بطبيعتها جاذبة للسياحة من كل تفاصيلها، وان انتعاش قطاع السياحة في محافظة ذي قار سوف لن يطور المحافظة اقتصاديا واجتماعيا و ثقافيا فحسب, وانما سيعم خيرها المحافظات القريبة منها ونموذجا ناجحا يستخدم في باقي المحافظات خرى . اذ يعمل على خلق فرص عمل هائلة الى درجة لا يحتاج المواطن في ذي قار الرحيل الى بغداد للعمل في قطاع البناء وقد أهتمت هذه الدراسة بفصولها بتحليل ودراسة أهم الامكانات البيئية (الطبيعية والبشرية), التي تتميز بها محافظة ذي قار بأقضيتها ونواحيها وامكانية استثمارها في مجال صناعة السياحة والتنمية السياحية المستدامة نظراً لدورها الفاعل والبارز الذي تؤديه في نمو اقتصاديات معظم دول العالم، كونها تمثل احدى الصادرات الفاعلة غير المنظورة وعنصرا أساسيا من عناصر النشاط الاقتصادي ، وترتبط بالتنمية ارتباطا كبيرا، وتعمل على حل عدد من المشاكل الاقتصادية التي تواجهها تلك الدول ومنها على سبيل المثال مشكلة البطالة التي تعمل التنمية السياحية على تخفيف حدة نسب تفاقمها وذلك بقدرتها على خلق فرص عمل جديدة ، فضلاُ عن دورها في تطوير المناطق والمدن التي تتمتع بإمكانات سياحية طبيعية وبشرية من خلال توفير مرافق البُنى الاساسية والتسهيلات اللازمة لخدمة السائحين والمواطنين على السواء، ويترتب على التنمية السياحية مجموعة من التأثيرات التنموية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والسياسية في المقصد السياحي .

تتميز البحوث والدراسات التي تهتم بصناعة السياحة والتنمية السياحية المستدامة لمحافظة ذي قار عموماً بقلتها قياساً بالأهمية السياحية والتنمية السياحية المستدامة للمحافظة ،, إذ تمتلك منطقة الدراسة امكانات بيئية قادرة على تنمية السياحة واستدامتها اذا ما استُغلتْ بالشكل الأمثل , لذلك فقد هدفت الدراسة إلى كشف الامكانات السياحية (الطبيعية والبشرية) في المحافظة لتحفيز الجهات الرسمية وغير الرسمية على استثمارها والنهوض بهذا القطاع وجعله من القطاعات الاساسية في عملية التنمية الاقتصادية في المحافظة , كما تهدف إلى الكشف عن المعوقات والمشاكل التي تقف حائلاً امام عملية التنمية السياحية المستدامة في منطقة الدراسة ولعل ابرزها عدم الاهتمام بالمواقع السياحية وخاصة الاهوار والمواقع الاثرية والتاريخية والدينية وبقاءها دون تطوير، جعل عملية تنميتها صعبة . كما اهتمت الدراسة بوضع خطة واستراتيجية بعيدة لدفع عملية التنمية السياحية في منطقة الدراسة، وقد تم وضع عدد من المقترحات السياحية الكفيلة بتأهيل منطقة الدراسة لتصبح مواقع جاذبة للسياح.

اذ اهتم البحث بالدراسة والتحليل الامكانات الطبيعية والبشرية لمحافظة ذي قار واهميتها في تنمية السياحة واستدامتها وفق ما تتميز به المحافظة من خصائص مناخية ومظاهر السطح والتربة والموارد المائية والنبات الطبيعي والخصائص الجيولوجية لمنطقة الدراسة . كما أستعرض الامكانات البشرية من اعداد السكان وتوزيعهم المكاني وحجمهم وتركيبهم الاقتصادي  والامكانات الاقتصادية (الزراعية والصناعية) والامكانات الخدمية (الايواء السياحي والنقل وبقية الخدمات العامة) وتناول التوزيع الجغرافي للمناطق السياحية في محافظة ذي قار الطبيعية والبشرية كالاهوار وما يضمه هذا الاقليم السياحي البيئي الفريد من نوعه من سياحات متنوعة ومواقع السياحة الاثرية والتراثية و الدينية وتوزيعها الجغرافي في محافظة ذي قار وتحديد اهم معوقات قيام النشاط السياحي في محافظة ذي قار واستخدام اسلوب تحليل سوات (S.W.O.T) في تحليل مؤشرات التنمية السياحية . وتم وضع خطة تنمية الامكانات البيئية السياحية والاثرية والدينية واستدامتها وتطويرها في محافظة ذي قار.  

   توصلت الدراسة الى عدد من التوصيات والمقترحات المهمة كضرورة الاهتمام بالواقع السياحي في محافظة ذي قار وتشجيع عمليات الاستثمار السياحي الحكومي والاهلي في المجالات السياحية كافة , تفعيل دور هيئة السياحة وتأسيس ووضع آلية وخطة شاملة لتطوير وتنمية السياحة , الاهتمام بالجانب الإعلامي للترويج للسياحة في منطقة الدراسة , الاهتمام بالجانب الأمني وخاصة في المناطق السياحية , الاهتمام بالطرق البرية المؤدية إلى المواقع السياحية وصيانتها , الاهتمام بترميم وصيانة المواقع الاثرية كذلك وجود الاهتمام بالبيئة الطبيعية والحفاظ عليها من التلوث , كما ان تنمية دور هذه المقومات والمؤهلات السياحية لا تقع على عاتق السلطة فحسب ، اذ ان للمجتمع الدور المهم والتكميلي لإنجاح الخطط التنموية التي ترتقي بالسياحة الى سلم الصدارة . لذا فأن التنمية المجتمعية للسكان ومعرفة ماهية السياحة وما هي النتائج التي تعود بها على المنفعة العامة  تعد ضرورة لأحياء المتطلبات السياحية والسعي لتطويـرها .

Comments are disabled.