نوقشت بقسم علم الاجتماع في كلية الاداب جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة بـ (العشائرية (دراسة أنثروبولوجية في محافظة ميسان)) للطالب علي انعيمة رسن وذلك يوم الاثنين الموافق 7/ 1 /2019 على قاعة الانكليزي وتألفت لجنة المناقشة أ.م. د.حسين فاضل سلمان رئيساً وعضوية كل من أ. د. ذكرى عبدالمنعم ابراهيم ومشرفاً و أ.م. د. عبدالله صالح علي عضواً و م. د. ماجد علي مصطفى عضواً .
تهدف الرسالة الى دراسة دراسة العشائرية في العراق من الموضوعات المهمة في المرحلة الراهنة لما تنطوي عليه من مضامين اجتماعية وسياسية بالغة الأهمية، ولاسيما بعد حضورها بصفتها قوة متنامية في الساحة الاجتماعية، والسياسية العراقية بعد عام 2003، وينبغي التأكد إن ذلك لم يأتِ لأن حضور العشائرية في حياة المجتمع العربي بشكل عام والمجتمع العراقي بشكل خاص ليس جديداً وقد تعود بعض أسبابه الى قوة النظام القبلي والعشائري في حياة العرب خلال التاريخ، كما يعود استمراره في عصر الصناعة والمعلوماتية الى عدم قدرة العرب في تاريخهم الحديث على تقديم انموذج حضاري على غرار الانموذج الغربي الصناعي الذي فك البنى الثقافية التقليدية في المجتمع الأوربي بعد صراع اقتصادي وسياسي وثقافي محتدم أبان الثورة الصناعية في انكلترا والثورة الفكرية في فرنسا، وبهذا المعنى ظل العرب يعيشون أوضاعهم التقليدية تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية على الرغم مما تلقوه من تأثيرات الحضارة الغربية المتنامية عن طريق بعض الاصلاحات كإصلاحات محمد علي باشا في مصر، ومدحت باشا في العراق، أو من خلال تأثير الحملات الاستعمارية على البلاد العربية كحملة نابليون على مصر، فإنهم لم يبتكروا او يقوموا بحدث تاريخي مفصلي ينقلهم الى عصر الحداثة بإمكانيات ذاتية متحضرة، وهكذا بقيت القبيلة والعشيرة تحظى بأهميتها المفصلية في المجتمع العربي، ومنه المجتمع العراقي ومع هذا فأن المرحلة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى شهدت دخول منتوجات الصناعة الأوربية المتنامية الى البلاد العربية وعلى وجه الخصوص في أثناء القرن العشرين، ففي العراق و مع بداية الاحتلال الانكليزي في مطلع القرن العشرين ومن ثمّ ولادة الدولة العراقية الحديثة عام 1921 أخذت تتداول في الساحة العراقية مفاهيم جديدة كالديمقراطية، و الوطنية، و القومية وغيرها.