أعلن كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في العالم الإسلامي في كلية الآداب جامعة بغداد عن انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي الموسوم بـ(بناء السلام ومنع الإبادة الجماعية) بإشراف كرسي اليونسكو في كليتنا وبالتعاون مع وزارات وجامعات ومؤسسات اتحادية ومن اقليم كوردستان، سيشترك في المؤتمر كل من ووزارة الثقافة والسياحة والآثار وبيت الحكمة ومؤسسة الشهداء ومؤسسة السجناء السياسيين التابعتان للأمانة العامة لمجلس الوزراء، وجامعة كوية وجامعة حلبجة وجامعة جه رمو وتستضيف المؤتمر جامعة التنمية البشرية في مدينة السليمانية، وسيعقد المؤتمر يوما الأربعاء والخميس في الخامس عشر والسادس عشر من شهر كانون الأول الجاري.

وأوضح الأستاذ الدكتور عبدالله صبّار عبود عميد كلية الآداب (ان هذا المؤتمر العلمي الدولي الثالث يقيمه كرسي اليونسكو في كليتنا وتحت شعار “ذاكرة الإبادة من الأنفال والأهوار إلى حلبجة وسنجار” بإشتراك باحثين من الجامعات العراقية والعربية والعالمية، بهدف مناقشة محاور عدة في جلسات علمية تستمر ليومين تشمل على تحليلات العلوم الإنسانية والاجتماعية للظاهرة، كما تناقش المحور القانوني والشرعي، فضلاً عن الكشف عن الآيديولوجيات والعقائد والثقافات المسوغة لجريمة الإبادة الجماعية والمقابر الجماعية، وتصنيف الإبادات الجماعية، والمقابر الجماعية في العراق، مقدمة البديل عن ذلك متمثلاً في “بناء السلام وتحويل الصراع” على وفق فلسفة الاعتراف وأسسه الثقافية، والحوار والتعددية الثقافية والسياسية والتسامح).

ومن جانبه أشار الأستاذ الدكتور صلاح فليفل عايد الجابري رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ومدير كرسي اليونسكو إلى (ان المؤتمر يهدف إلى تأسيس ثقافة السلام والاعتراف بالآخر والتعددية والتعايش، وفضح الثقافات والأيديولوجيات المسوِّغة للابادة الجماعية والعنف وطرحها خارج التأريخ، إذ يأتي كجزء من أهداف كرسي اليونسكو في جامعتنا الساعي إلى مجتمع مسالم يغلِّب ثقافة الاعتراف المتبادل القائم على المحبة والتضامن والعدالة، كما يؤسس عبر نشاطاته المختلفة ثقافة الإحياء مقابل ثقافة القتل والابادة، وهو عين المشروع الديني الإنساني لتأسيس ثقافة الإحياء ورفض ثقافة القتل، وهذا هو منهجنا في موجهة الإبادة الجماعية والقبول بالإنسان الآخر بمعايير ثقافية وفكرية، تستند إلى العلم بعيدة عن الفئوية والمذهبية والعنصرية ويشمل على الإحياء للعقائد والنظريات الإنسانية السليمة الداعية إلى احترام الإنسان ومكانته العظيمة في الكون، وعلى هذا الأساس فمنهجنا وقائي وعلاجي، فالعلوم الإنسانية إذ تشخص أسباب الابادة الجماعية في التأريخ وفي الحاضر كخطوة أولى تتبعها خطوات المعالجة والمنع والوقاية، وفي كل ذلك يشبه منهجنا منهج الطب التجريبي في تشخيص الأسباب وعلاجها والوقاية منها، ومنهج الوقاية والعلاج منهج عام تعتمد عليه العلوم الإنسانية والاجتماعية منذ القدم وهو عينه منهج الإحياء القرآني، ومن هناك تنظر العلوم الإنسانية إلى الإبادة الجماعية كمرض اجتماعي تسعى إلى علاجه بوساطة تطوير علم الأمراض الاجتماعية).

Comments are disabled.