هنأ عميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور علي عبد الأمير ساجت
الأستاذة المساعدة الدكتورة فيحاء مواد علي، التدريسية في قسم الآثار بمناسبة صدور كتابها:” الأساطير والملاحم المنفذة في فنون بلاد الرافدين_ دراسة مقارنة”
يتناول الكتاب وضع سكان بلاد الرافدين أولى لبنات الحضارة الإنسانية منذ آلاف السنين، فكان موطنهم مهبط الإمام الأول والإبداع الأصيل وترعرعت فيه قيم الخير ومبادئ الإنسانية على ضفتي دجلة والفرات وفي ربوعه ابتدعت الفنون وانبثقت عطاءات الإنسان في شتى أصناف العلوم والمعرفة، وعدت فنون بلاد الرافدين من الفنون الإنسانية الناضجة والموروث الحضاري الضخم حتى ارتبط وجود الفن بوجود البشر فالفن ملاذ الإنسان للتعبير عن أفكاره ومعتقداته، ومن هنا تتوضح أهمية دراسة الفن لأنه دليل تقدم الإنسان وقدرته على إدراك ما حوله وتكوين الشخصية الإبداعية للفن في بلاد الرافدين، وقد اختلفت وسائل التعبير وطرائقه تبعاً لاختلاف الأحداث والظروف التي عاشها الإنسان وما رافقها من تطور في حياته، كما إن دراسة الفن لا تكتمل إلا بدراسة الحياة الدينية والدنيوية في بلاد الرافدين والأفكار المتعلقة بكل منهما وتأثيرهما على الفن الذي وظف الخدمة وتوثيق تفاصيل مهمة وحيوية في كل منهما، وكان الأدب الأسطوري والملحمي ميداناً خصباً استقت منه الفنون المتنوعة موضوعاتها المختلفة وكان هذا الجانب واحداً من الأسباب التي دفعتنا لاختيار موضوع الدراسة، وعلى الرغم من أهمية الموضوع إلا أنه لم يحظ باهتمام الباحثين العراقيين ونجد الإهتمام الأوسع قد حظي به الباحثين الأجانب.
لذا جاء الكتاب لمناقشة جانبين مهمين هما: إن الفن كان واحداً من أهم الأعمال التي أنتجها الإنسان إلى جانب أدب الأساطير والملاحم التي تعد من روائع الأدب الممزوج بالمعتقدات الدينية ولما يعكسه كل من الفن والأدب من جوانب مهمة وحيوية وأفكار خفية كانت تجول في فكر أبناء الرافدين الذين أجادوها فنياً وأدبياً.