هنأ عميد كلية الاداب جامعة بغداد الاستاذ الدكتور علي عبد الامير ساجت، الاستاذ المساعد الدكتور جمعة حريز الطلبي تدريسي في قسم الاثار، بمناسبة صدور كتابه بعنوان ” الاكديون الامبراطورية الاقدم في العالم”
يسلط الكتاب الضوء على الدولة الأكدية بكونها أقدم الإمبراطوريات في العالم، فقد وصف عالم الآشوريات الفرنسي فرانسوا ثورو_دانگين، عام 1897م، الدولة الأكدية بأنها: “إمبراطورية كبيرة وموحدة حلت محل خليط من الممالك الصغيرة المتنافسة”، وقد استمرت هذه الدولة ما يقارب قرن ونصف (142 سنة)، وشملت كل بلاد الرافدين (العراق الحديث)، فضلاً عن أجزاء من جنوب الأناضول (تركيا الحديثة)، وعيلام (جنوب غرب إيران الحديثة).
وقد حُكمت الدولة الأكدية بواسطة سلسلة من خمسة ملوك كانوا يتمتعون بشخصية كاريزمية، لهذا كان نظام الحكم يعتمد بالأساس على شخصية الحاكم، وعلى امكانياته ومواهبه العسكرية والسياسية، لذا يمكن القول أن الدولة الأكدية كانت مدفوعة بمفهوم جديد وفريد من نوعه للملكية ركز على الشخصية الفردية للملك، ومع انحلالها الواضح في أواخر الألفية الثالثة، إلا أن تأثيرها ظل محسوساً في غرب آسيا لمدة ألفي عام أخرى، وقد أصبحت لغتهم لغة مشتركة في المنطقة حتى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد حينما حلت محلها الآرامية، وظلت لغة طقسية حتى القرن الأول الميلادي، ولقد استخدمت مرونتهم الفنية ونظامهم السياسي من جميع دول غرب آسيا اللاحقة تقريباً، واستوعبوا بالكامل من الآشوريين والفرس في منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد.