نوقشت رسالة الماجستير بقسم الآثار في كلية الآداب جامعة بغداد الموسومة “المشاهد الطبية في ضوء المنمنمات الإسلامية حتى نهاية الحكم العثماني”للباحثة طيبة عماد عبدالله
هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على تاريخ الطب ودوره في مكافحة الأمراض في الحضارتين القديمة والإسلامية، والبدايات التاريخية للطب وكيفية تطوره على يد مجموعة من الأطباء، وكيفية معالجتهم الأمراض والأوبئة التي انتشرت على مر العصور وصولاً للعصر العثماني، ودراسة المشاهد الطبية العلاجية، وكذلك دراسة الأدوات الطبية الجراحية وأدوات تحضير الدواء، فضلاً عن دراسة المنمنمات الإسلامية حتى نهاية الحكم العثماني، كونها (المنمنمات) أبرز الفنون التي اعتمدت على التزويق النصي والتصوير الفني لحكايات مبتكرة ومسرودة بالرسوم المستوحاة إما من الواقع أو من مخيلة الفنان الواسعة، وأهتمت الدراسة أيضا بتسليط الضوء على أول ظهور للمنمنمات، ودراسة المشاهد الطبية في المنمنمات الإسلامية كونها من الموضوعات الفنية الهامة .
توصلت الدراسة الى نتائج متعددة اهمها: هي أن فن التصوير يعد من أقدم الفنون البصرية وأكثرها تأثيرا في المجتمع، وهو إنتاج انساني يظهر فيه الإبداع والابتكار، إذ أن التراث الفني الذي خلفه لنا الأقدمون كان بمثابة لوحة فنية حية لثقافة الأسلاف وعلمهم وفكرهم بشكل عام، فضلاً عن كونه يهدف إلى معرفة فكر الإنسان ويحرص على إيصال رسائل فنية ودينية واجتماعية وعلمية عن طريقه، وقد شملت الكثير من الكتب العلمية على تصاوير علمية فنية إلى جانب الكتب الفنية التي احتوت على رسوم آدمية وحيوانية مثل بعض كتب النبات والجغرافية والطب، وعُدت المشاهد الطبية في المنمنمات الإسلامية من الموضوعات الفنية الهامة فهي من ميراث التاريخ والفن الإسلامي وأهم مرجع يساعدنا بالتعرف على التصوير الإسلامي العلمي، ففي وقتٍ مبكِّرٍ من تاريخ الأمم الإسلامية ظهر هذا اللون الخاص من فن التصوير فكانت وظيفته الأساسية هي بيان التجارب الطبية أو العلمية وتوضيح ها، أو رسم النباتات والأعشاب الطبية أو أجزاء الحيوانات المفيدة، وتسمى هذه المرحلة بمرحلة الرسوم التوضيحية التي استطعنا من خلالها التعرف على الكثير من الأساليب الطبية المعتمدة في ذلك الوقت وطرائق صناعة الأدوية، واستطعنا عن طريقها كذلك التعرف على الأساليب الفنية المتبعة في رسم تلك المشاهد.