نوقشت رسالة الماجستير بقسم الآثار في كلية الآداب جامعة بغداد الموسومة”النتاجات الفنية من موقع أشجالي في ضوء التنقيبات الآثارية” للباحثة ابتسام باقر عبدالأمير.
هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على دراسة تل أشجالي كونه واحداً من المواقع المهمة الواقعة شرق محافظة ديالى، والتي ضمت الى مملكة أشنونا، ودراسة تاريخه وأهميته السياسية والإقتصادية والدينية، ونتاجاته الفنية، لما لهذا من أهمية ودور في تاريخ وحضارة بلاد الرافدين، فقد شهد هذا التل استيطاناً متواصلاً منذ عصر العبيد الى العصر البابلي القديم، ويمتلك تاريخاً عريقاً يصل إلى آلاف السنين، وقد اكتسب هذا الموقع الأهمية بعد التنقيبات التي أجريت في ثلاثينيات القرن الماضي (1934-1936م) من قبل المعهد الشرقي التابع لجامعة شيكاغو، وقد اعتمدت الدراسة بصورة أساسية على دراسة علمية تطبيقية لمجموعة من المجسمات والألواح والنتاجات الفخارية والحجرية والمعدنية والعاجية المتنوعة، ومعرفة خصائصها التقنية والفنية بالإعتماد على المنهج الوصفي والتحليلي لقطع فنية من موقع تل أشجالي لنتائج البعثة الأمريكية وبعثة التنقيب العراقية وكان عددها (72) قطعة، والتي تعود للأدوار الحضارية من عصر جمدة نصر إلى العصر البابلي القديم، وأهم ما يميز هذه الدراسة لهذا الموقع هي دراسة نتائج تنقيبات البعثة العراقية لحد سنة ٢٠١٧م، ودمجها بنتائج تنقيبات المعهد الشرقي التابع لجامعة شيكاغو.
أما أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج هي أن دراسة النتاجات الفنية تعد من المواضيع المهمة في حضارة بلاد الرافدين، وأن الفن بصورة عامة يعد المرآة الحقيقية التي تعكس واقع المجتمع، إذ يكشف لنا عدد من الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والدينية والسياسية والثقافية، فقد كانت النتاجات الفنية التي أفرزتها حضارة بلاد الرافدين خير عون في فهم كثير من تفاصيل الحياة الرافدينية، وحتى تفاعلاتها الحضارية، كما أن دراسة النتاجات الفنية القديمة تكشف لنا جانب من جوانب التاريخ المهمة، فضلاً عن كون الآثار الفنية مصدراً مهما لدراسة الأساليب الفنية القديمة وتطورها، وأن موقع أشجالي كان مركزاً حضارياً مشعاً، وأدى دوراً مهماً في تاريخ البلاد في جميع النواحي الإقتصادية والسياسية والدينية، وكان لموقع تل أشجالي ومجاورته للمدن الأثرية المهمة دور كبير في اعطاءها أهمية انعكس ذلك في كبر مساحتها وغزارة نتاجاتها الحضارية، وأن نتائج تنقيبات البعثة العراقية عززت ووضحت أهمية هذا التل تأريخياً وحضارياً.