نوقشت اطروحة الدكتوراه بقسم الآثار في كلية الآداب جامعة بغداد الموسومة” عمارة المدجنين في الأندلس من القرن (٦-١٠ هـ / ١٢ – ١٦ م) دراسة آثارية-عمارية” للباحثة وفاء كامل عبيد
هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على تاريخ الأندلس من حيث الموقع والتسمية والفتح الإسلامي وسكان الأندلس, فضلاً عن تسليط الضوء على نشأة المدجنين ونشأة مصطلح التدجن ودوافع الإنقاء على المدجنين في الاندلس, والكشف عن خصائص العمارة المدجنة، والوقوف على تخطيطها وعمارتها وزخارفها وموادها البنائية ودراسة أدق التفاصيل عنها, وتكمن أهمية هذه الدراسة الموسومة عمارة المدجنين في الاندلس من القرن (٦ – ١٠هـ / ١٢ – ١٦م) في كونها من الدراسات الأكاديمية الرائدة في المنطقة العربية التي تعني ” بموضوع العمارة الإسلامية في الحقبة التي تلت سقوط المدن الأندلسية الواحدة تلو الأخرى، وأصبحت تحت حكم الملوك الأسبان, وظهور الشريحة (المسلمين المدجنين), وظهور طراز عماري جديد اختلط فيه كل من العنصرين الإسلامي والمسيحي في بوتقه واحدة وبدرجات مختلفة ومتنوعة نتج عنها العمارة والفن المدجن, واتسمت الدراسة بالطابع شبه الميداني من خلال استعمال برنامج القمر الصناعي Google Map الذي وفر ميزة التجول الإفتراضي، اذ يمكننا عن طريقها الحصول على الإتجاهات من أرض الواقع الظاهرة على شاشة الهاتف أو الحاسوب، فضلاً عن الفيديوهات عن مباني طليطلة التي من خلالها تم كتابة وصف دقيق للمباني المدجنة, وكذلك تقديم دراسة تحليلية لسمات العمارة والفنون الزخرفية للمباني والذي هو محور الدراسة.
توصلت الدراسة الى نتائج متعددة أهمها: أن الأندلس عانت تغيرات جذرية في السلطة السياسية قبل سقوط غرناطة بزمن طويل، إذ كانت قوات المسيحيين تقوم بهجمات رئيسية لا تقاوم على أراضي المسلمين منذ أواخر القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي ) ونجم عن ذلك تباين بين الحكم المسيحي الجديد والبنية الثقافية والإجتماعية الإسلامية القائمة، في عدة مدن. وكان هذا الحال في طليطلة حيث العمارة والإنتاج الفني الذي تم بناؤه في ظل الحكم الإسلامي، وورثه قادة حرب الإسترداد المسيحيون, كم كانت المواقف المسيحية من الفنون الإسلامية مختلفة، تتناسب والجو السياسي والإجتماعي، وكان الإعتقاد السائد مدة من الزمن، أن من المستعربين هو فن المسيحيون الذين كانوا يعيشون في ظل الحكم الإسلامي، ويحمل الطابع الفني الإسلامي، وعندما أحس ولاة الأمر المسيحيون في ظل الإمارة الإسلامية أن ثقافتهم مهددة بالخطر، عملوا على مقاومة الأنماط العمارية والفنية الإسلامية التي أدركوها، وفي المقابل شهدت بعض المدد التي اتسمت باستقرار أمني نسبياً، وقد قام بعض المسيحيين بتدجين أنماط إسلامية لتلائم أهدافهم العمارية والفنية, وارتبط اسلوبهم العماري والفني رعاية المسلمين له وتشجيعهم إياه, وقد عملت المكانة الجديدة للزعامة المسيحية على عودة انتشار الفنون الإسلامية، وسمحت لمهارات إسبانيا الإسلامية التقليدية أن تكتسب معاني جديدة تلائم حماتها الجدد.