المؤتمر العلمي الدولي – البحث في أزمنة حالكة: الإبادة وجرائم الحرب والعنف السياسي
بحضور: السيد عميد كلية الآداب، الأستاذ الدكتور علي عبد الأمير ساجت
محاضرة: “إنكار الإبادة: من نبذ المنكرين إلى معاقبة الشهود”
مقدم من: الباحث عبد الوهاب الأفندي
في إطار فعاليات المؤتمر العلمي الدولي، قدم الباحث عبد الوهاب الأفندي محاضرة ناقشت ظاهرة إنكار الإبادة من زوايا متعددة، مشيراً إلى التناقضات التي تحكم التعامل مع هذا المفهوم عالميًا.
تناولت الورقة آليات تقديس “المحرقة” كحدث محوري للإبادة، في مقابل التقليل من أهمية الإبادات الأخرى أو تهميشها. أشار الباحث إلى أن معظم مراكز دراسة الإبادة أصبحت تركز على المحرقة بشكل أساسي، مما يعكس نزعة لاعتبارها حدثًا فريدًا ومنفصلاً عن غيرها من الجرائم الجماعية، وهو ما يثير تساؤلات حول الحياد الأكاديمي في هذا المجال.
ناقشت المحاضرة أيضًا استخدام المحرقة كذريعة لتبرير بعض الجرائم الحديثة، مثل الإبادة في غزة، حيث أشار الباحث إلى أن الموقف الدولي من هذه الأحداث شكل انتكاسة كبيرة لقيم إدانة الإبادة بوصفها “جريمة الجرائم”. انتقد الباحث الدول التي كانت تقود المجتمع الدولي في إدانة الإبادات سابقاً، لكنها اليوم تساهم في دعم الإبادة في غزة من خلال التسليح والتمويل والترويج الإعلامي، مما يهدد مكانة مفهوم الإبادة كأبشع الجرائم الإنسانية.
طرحت الورقة تساؤلات محورية:
• هل يمكن بعد اليوم أن يستمر تقديس المحرقة وسط الجرائم العلنية التي تُرتكب باسمها؟
• هل أدى الدور الذي لعبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ارتكاب جريمة إبادة علنية إلى تقويض رمزية المحرقة؟
• كيف يمكن للمجتمع الدولي استعادة دوره في مواجهة الإبادة ومنع تبريرها تحت أي ذريعة؟
خلص الباحث إلى أن الصمت الدولي إزاء الإبادات الحديثة لا يهدد فقط مصداقية الجهود العالمية لمكافحة الإبادة، بل يفتح المجال أمام إعادة تعريف هذه الجرائم بشكل يضعف من قدرة المجتمع الدولي على مواجهتها مستقبلاً.

Comments are disabled.