أقامت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة واسط، بالتعاون مع مركز الجنائن الثقافي، مؤتمرها العلمي السادس للدراسات الأدبية واللغوية المقارنة، تحت شعار:
“التنوع اللغوي والأدبي في ضوء الدراسات المقارنة”، بمشاركة باحثين من مختلف الجامعات العراقية.
افتتح المؤتمر رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور عباس لفتة العقابي، الذي أكد في كلمته أن الدراسات اللغوية المقارنة لا تقتصر على استعراض أوجه التشابه والاختلاف بين اللغات، بل تسهم في كشف العمق التاريخي والتنوع الثقافي، من خلال مقارنة المفاهيم والتراكيب اللغوية التي تكشف عن الجذور المشتركة والخصوصيات الثقافية الفريدة لكل مجتمع.
وفي كلمتها، أشادت الأستاذ المساعد الدكتور ورود ناجي العارضي، مديرة شعبة الإعلام والاتصال الحكومي والمشرف العام على المؤتمر، بخصوصية هذا الحدث العلمي، مشيرةً إلى أنه يمثل فضاءً علميًا نوعيًا لتبادل الأفكار، ومصدر إلهام لمشاريع بحثية رصينة.
وقدّمت العارضي خلال المؤتمر دراسة بحثية بعنوان:
“الأدب المقارن بين المدرسة الفرنسية والمدرسة الأمريكية: دراسة في الرؤى والمنهجيات”، سلطت فيها الضوء على التحولات الفكرية والمنهجية التي شهدها حقل الأدب المقارن من نشأته الأوروبية إلى تطوره في البيئة الأكاديمية الأمريكية.
وتناولت الدراسة أهدافًا رئيسة أبرزها:
• تحديد المفاهيم الأساسية للمدرستين الفرنسية التقليدية والأمريكية الحديثة.
• تحليل الفروقات في المنهج والرؤية النقدية.
• رصد الانتقال من المنهج التاريخي الوثائقي إلى المنهج الثقافي التفاعلي.
• اقتراح إطار تكاملي يوائم بين دقة المدرسة الفرنسية وانفتاح المدرسة الأمريكية.
ومن أهم نتائج الدراسة:
• اعتماد المدرسة الفرنسية على منهج “التأثير والتأثر” في إطار الأدب القومي.
• تقديم المدرسة الأمريكية رؤية متعددة الثقافات تنظر إلى الأدب من خلال مفاهيم الهوية والسلطة والخطاب.
• تحوّل الأدب المقارن إلى مجال بحثي نقدي منفتح على قضايا العولمة وما بعد الاستعمار ودراسات الجندر والترجمة.
واختتمت الدراسة بعدد من التوصيات أبرزها:
• تكامل المناهج النقدية والتاريخية.
• توسيع نطاق المقارنات لتشمل الآداب غير الأوروبية.
• تحديث مناهج التدريس في الجامعات العربية.
• تشجيع الدراسات متعددة التخصصات التي تربط الأدب بالسياقات الثقافية والاجتماعية.
تُعد هذه الدراسة إضافة نوعية للمكتبة الأكاديمية في مجال الأدب المقارن، ومساهمة فاعلة في دعم الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، وتعزيز تطور المناهج النقدية الحديثة.
