ناقش قسم علم الاجتماع اطروحة الدكتوراه المقدّمة من الباحث جمال إبراهيم غزاي العيساوي، والموسومة بعنوان: «العزلة الاجتماعية وانعكاسها على سلوك طلبة الجامعة: دراسة ميدانية».
وقد حضر الجلسة رئيس قسم علم الاجتماع، وأعضاء لجنة المناقشة، وجمعٌ من التدريسيين والطلبة المهتمين بالشأنين الاجتماعي والأكاديمي، حيث ساد النقاش جوّ علمي متميّز عكس أهمية الموضوع وحداثته في سياق الدراسات الاجتماعية المعاصرة.

الاهداف:
سعى الباحث من خلال دراسته إلى التعرف على ظاهرة العزلة الاجتماعية بين فئة طلبة الجامعة، وتحليل انعكاساتها المتعددة على مستويات سلوكهم الأكاديمي والاجتماعي والنفسي. وقد انبثقت أهمية هذه الدراسة من تزايد ضغوط الحياة الجامعية، والتحولات المجتمعية الحادة، إلى جانب الاعتماد المتزايد على الوسائل الرقمية في التواصل، ما خلق حالة انعزال فعلي بين عدد من الطلبة أثرت سلباً في اندماجهم الجامعي.

النتائج:
أظهرت الدراسة العلاقة الوطيدة بين العزلة الاجتماعية وارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بين طلبة الجامعات، حيث إن شعور الطالب بالوحدة المستمرة وانقطاعه عن التجمعات والأنشطة الاجتماعية يؤدي إلى تدهور توازنه النفسي. كما بينت الدراسة أن غياب الدعم العاطفي وانقطاع العلاقات الاجتماعية الفاعلة يسهمان في تفاقم مشكلات التكيف لدى الطالب، مما يرفع من حدة الضغوط الأكاديمية ويجعل من الصعب عليه مواجهة متطلبات الدراسة. وفي الجانب الأكاديمي، كشفت الدراسة أن الطلبة المعزولين غالباً ما يواجهون تراجعاً ملحوظاً في مستوى تحصيلهم الدراسي، يصاحبه ضعف المشاركة في الفعاليات الجامعية نتيجة شعورهم بعدم الانتماء إلى بيئة التعلم. وأخيراً، أشارت نتائج البحث إلى أن تدهور العلاقات الاجتماعية يعوق قدرة الطالب على تكوين صداقات صحية ومستقرة مع زملائه، مما يزيد من تعميق مشاعر الانطواء والانعزال.

التوصيات:
انطلاقاً من نتائج الدراسة، أوصى الباحث بضرورة تفعيل برامج الدعم النفسي والاجتماعي داخل الحرم الجامعي عبر إنشاء وحدات إرشادية متخصصة تهتم بتقديم الاستشارات الفردية والجماعية للطلبة الذين يعانون من العزلة. كما أكد على أهمية تعزيز ثقافة الحوار والانخراط في الأنشطة التفاعلية مثل الورش والنوادي الطلابية التي توفر بيئة محفزة للتواصل المباشر بين الطلبة. وبالإضافة إلى ذلك، دعا إلى تنظيم دورات توعوية حول مهارات التواصل الفعّال وإدارة الضغوط النفسية، إلى جانب إشراك الأسر والهيئات المجتمعية بدعم مشاريع ثقافية واجتماعية تعزز من الروابط بين الطلبة وتحدّ من آثار العزلة الرقمية. باستمرار هذه الجهود وتنسيقها بين الجهات الأكاديمية والنفسية والمجتمعية، يمكن الحد من انعكاسات العزلة الاجتماعية وتحسين جودة الحياة الجامعية.

Comments are disabled.