ناقش قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب رسالة ماجستير الباحث أحمد حسين محيسن الموسومة بـ”قضايا أخلاقية في ما بعد الإنسانية: دراسة لروايات أمريكية مختارة لما بعد الحداثة”. تطرقت الدراسة إلى التطورات التكنولوجية السريعة وتأثيراتها المحتملة على مستقبل البشرية، مع التركيز على الجدل الأخلاقي الدائر حول حركة ما بعد الإنسانية التي تسعى لتحسين قدرات الإنسان باستخدام التكنولوجيا، وهو موضوع أثار نقاشات عميقة حول الهوية الإنسانية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
هدف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى تحليل التأثيرات الأخلاقية لفكرة ما بعد الإنسانية كما تصورتها الأعمال الأدبية الأمريكية المختارة، واستكشاف كيفية تشكيل هذه الروايات لمفهوم الأخلاق والتحديات التي تنشأ جراء التطور التكنولوجي السريع، وذلك من خلال دراسة حركة ما بعد الإنسانية في إطار نظريات أخلاقية مختلفة تشمل النظرية النفعية، نظرية الأخلاق الواجبة، ونظرية الفضيلة الأخلاقية.
نتائج الدراسة:
خلصت الدراسة إلى أن الأعمال الأدبية المختارة تبرز عدة مخاوف أخلاقية رئيسة تتعلق بما بعد الإنسانية، منها الغموض حول مستقبل البشرية كما في رواية “The Transhumanist Wager”، وعدم اليقين حول إمكانية تحقيق الخلود وتفاقم التفاوت الاجتماعي كما في رواية “Zero K”، بالإضافة إلى الاستغلال الرأسمالي للتقنيات والأدوية المعززة للأداء وخطورة طمس الحدود بين الإنسان والآلة كما تناولتها رواية “Autonomous”. وبينت الدراسة أن السعي نحو تطبيق تقنيات ما بعد الإنسانية يجب أن يرافقه قدر معقول من اليقين بفوائدها على رفاه الإنسان، مع التأكيد على المسؤولية الأخلاقية للبشرية في توجيه هذه التطورات بما يخدم الأجيال القادمة.
توصيات الدراسة:
أوصت الدراسة بضرورة إعادة النظر في مفهوم التكنولوجيا واستخداماتها، بحيث لا تكون مجرد أدوات للهيمنة الاقتصادية أو السيطرة، بل وسائل لتعزيز القدرات البشرية الطبيعية والحد من المعاناة. كما أكدت على أهمية احترام جوهر الطبيعة الإنسانية والانسجام معها أثناء تطوير تقنيات ما بعد الإنسانية، مع الدعوة إلى اعتماد مبادئ أخلاقية واضحة تحكم هذا التقدم التكنولوجي لضمان تحقيق رفاهية الإنسان على المدى القصير والبعيد.