شهد قسم علم النفس في كلية الآداب بجامعة بغداد يوم السبت الموافق 20 تموز 2025 مناقشة رسالة ماجستير تقدّمت بها الباحثة ” فاطمة علي مجيد”، حملت عنوان: تصورات الحراك العلائقي وعلاقته باستعمال الإنترنت الإشكالي، وقد نالت الرسالة تقدير “امتياز” بعد مناقشة علمية مستفيضة عكست أهمية الموضوع في ضوء التغيرات الاجتماعية المعاصرة وتأثير التحول الرقمي على العلاقات الإنسانية، ولا سيّما لدى طلبة الجامعات.
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة إلى الكشف عن طبيعة تصورات الحراك العلائقي لدى طلبة الجامعة، من خلال تحليل كيفية إدراكهم وتفاعلهم مع العلاقات الشخصية والاجتماعية. كما سعت إلى التعرف على مستوى استعمال الإنترنت الإشكالي لدى الطلبة، ومدى ارتباطه بتلك التصورات. وركزت كذلك على الفروق الإحصائية بحسب متغير الجنس، بهدف بيان ما إذا كانت هناك تباينات جوهرية بين الذكور والإناث في أبعاد الحراك العلائقي أو في أنماط استعمال الإنترنت.
نتائج الدراسة:
توصلت الباحثة إلى مجموعة من النتائج المهمة، أبرزها أن الطلبة أبدوا تصورات عالية بشأن قدرتهم على تكوين علاقات جديدة واختيارهم للعلاقات الشخصية، بينما جاءت تصوراتهم حول الانخراط في مجموعات غير مرغوب فيها بمستوى منخفض. كما أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في اختيار العلاقات الشخصية لصالح الإناث، في حين كانت الفروق في الانخراط بالمجموعات غير المرغوب فيها لصالح الذكور، دون وجود فروق ملحوظة في القدرة على التعرف على أشخاص جدد بين الجنسين، أما فيما يتعلق باستخدام الإنترنت، فقد بيّنت النتائج أن عينة الدراسة لا تعاني من استعمال إشكالي له، كما لم تظهر فروق بين الذكور والإناث في هذا الجانب. ومع ذلك، تشير النتائج إلى أن الاستعمال الإشكالي للإنترنت يرتبط بجودة العلاقات الاجتماعية لا بكثافتها فقط، حيث يسهم وجود علاقات سلبية أو الارتباط بمجموعات غير داعمة في تعميق المشكلة الرقمية.
التوصيات:
خرجت الدراسة بجملة من التوصيات التي تحمل بعدًا تطبيقيًا ومجتمعيًا، حيث دعت إلى إدماج برامج تدريبية في المؤسسات التعليمية تستهدف تعزيز المهارات الاجتماعية والعلائقية لدى الشباب، مثل القدرة على التعبير عن الذات وبناء علاقات داعمة. كما أكدت على أهمية وجود مرشدين نفسيين متخصصين في البيئات الجامعية والمدرسية لمتابعة حالات الطلبة الذين يُظهرون مؤشرات على الاستعمال الإشكالي للإنترنت، ومساعدتهم على تحسين علاقاتهم الواقعية.
وفي سياق متصل، دعت الدراسة إلى إجراء أبحاث تركز على تأثير تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل “إنستغرام”، و”تيك توك”، و”سناب شات”، على نوعية العلاقات الشخصية، ومدى شعور الأفراد بالدعم أو العزلة، وذلك بوصفها أدوات مؤثرة في تشكيل الحراك العلائقي المعاصر.