شارك كرسي اليونسكو في جامعة بغداد ممثلاً بالسيد صلاح فليفل الجابري أستاذ الفلسفة في قسم الفلسفة في كلية الآداب في “الاجتماع الدولي الأول في أوروبا للشبكة الأكاديمية العالمية التابعة لليونسكو المعنية بتعليم الإبادة الجماعية والوقاية منها” في معسكر دي ميل في مرسيليا- فرنسا. تخلل الاجتماع مجموعة من الورش على مدى يومين ختمت بندوة نقاشية في جامعة مرسيليا بحضور طلبة المراحل المنتهية في الجامعة، حيث اعقب الندوة نقاشات علمية تفصيلية بين الأساتذة المشاركين والطلبة..
وقد تناولت محاضرة السيد رئيس كرسي اليونسكو في جامعتنا على منهجية البحث في دراسات الابادة الجماعية، والهدف الذي تتوخى تحقيقه، إذْ ربط ذلك بخلفية فلسفية للموضوع؛ إذْ ميَّز بين التأسيس الأبستمولوجي للموضوع من أجل تأسيس قاعدة معرفية تتوخى الفهم والبرهنة ودراسة الأسباب والعوامل، وهو أمر لازب لبحث مفهوم الابادة الجماعية ومسوغاتها والدوافع التي تؤدي إليها أو تسهل حدوثها بصفتها ظاهرة اجتماعية مرضية بحاجة إلى فهم دقيق من خلال تحديد الأسباب، وحين يجري التأسيس المعرفي من أجل الفهم يسهل تحقيق الغاية وهو المنع والكبح، فإن منع الابادة الجماعية تتطلب اتجاه النقاش من الفهم النظري إلى التطبيق العملي وهو الانتقال من السؤال عما هو الشيء وكيف يكون ولماذا؟؟؟، إلى السؤال ما العمل؟ ما الذي يجب عمله وما لا يجب عمله؟ ما الذي يجب فعله ومالذي يجب منعه وكبحه. وهنا يجري الانتقال من مباحث العقل النظري وهي مباحث الفهم إلى مباحث العقل العملي وهي مباحث تحديد معايير العمل. وهنا بعد الفهم نسأل ما العمل لمنع الابادة الجماعية. والتعليم يضم كلا البعدين: بعد النظر، أي الفهم والعقلانية، وبعد العمل أي المنع وتأسيس السلام والتعايش والاندماج الاجتماعي. ثم جرى تقديم مشروع توثيق جريمة سبايكر كأنموذج للتطبيق في بعديه النظري والعملي، وركز في التطبيق على المصالحة الوطنية والسلم الاجتماعي.

Comments are disabled.