حرب إبادة الفلسطينيين.. مقاربات فكرية

برعاية الأستاذ الدكتور علي عبد الأمير ساجت، أقام كرسي اليونسكو لمنع الإبادة الجماعية في كلية الآداب بجامعة بغداد ، ندوة فكرية تحدث فيها الأستاذ الدكتور صلاح الجابري أستاذ الفلسفة في كلية الآداب بجامعة بغداد، والأستاذ المساعد الدكتور سعد سلوم أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية الجامعة المستنصرية، عن حرب الإبادة الجماعية التي يقترفها الصهاينة بحق الفلسطينيين منذ شهر تشرين الأوَّل الماضي

فصّل الأستاذ الدكتور صلاح الجابري في ورقته: مسوغات الإبادة التي يقترفها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني وابتدأ بالمسوغ الديني المنحرف، وقدم في هذا السياق اقتباسات من نصوص دينية تنسب للديانة اليهودية تدعو إلى قتل الرجال والنساء والأطفال والحيوان، وتهديم العمران، تحظى بقدسية ضالة، وأصّل في هذا المجال عبارة” حيوانات بشرية” التي استعملها وزير الحرب الصهيوني إلى هذا التراث المنحرف، والذي يعد اليهود فقط هم البشر وماسواهم حيوانات بشرية.

كما قدم الأستاذ الجابري بإيجاز المسوغات القومية والحضارية، القائمة على الفوقية التي ورثوها عن العنصرية الحضارية الأوربية، وزاد بمناقشة هذه المسوغات على وفق مقاربات العدالة والأخلاق الإنسانية، وعرج منتقدا البيان المتضامن مع جرائم الصهاينة، الذي أصدره بعض فلاسفة ألمانيا وأبرزهم الفيلسوف البارز ” يورغن هابرماس”

وفي الموضوع ذاته قدم الدكتور سعد سلوم في محاضرته ” الإبادة الجماعية في فلسطين دينامية الذاكرة والنسيان وثنائية الاعتراف والإنكار ضمن أسئلة مثل: لماذا يتم تذكر بعض عمليات الإبادة الجماعية بشكل بارز بينما يتم تجاهل أو إخفاء أو إنكار بعضها الآخر؟ هل تكشف هذه الدينامية مركزية غربية، وتفضح التحيزات المتأصلة، وطرائق المعرفة وعلاقتها بالسلطة، وأنماط التعريف وحدود الظاهرة، والإفتراضات حول الحقيقة، وأخيرا، عمليات التذكر والنسيان؟

وفي هذا السياق قدم إجابة عن السؤال الأساس: لماذا لا تعد حالة فلسطين” النكبة” وما تبعها من جرائم مستمرة، ضمن تاريخ حالات التدمير والإبادات الجماعية؟. مقدمة لقراءة وإعادة كتابة التاريخ العالمي للإبادات الجماعية، وإدخال حالة فلسطين ضمنها.

 كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في العالم الإسلامي

مقدمة

يُعدُّ كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في جامعة بغداد منصَّة علمية لتأسيس حقل دراسات وبحوث مواجهة الإبادة الجماعية ومعالجة آثارها، وتحصين المجتمع بوجه الثقافات والأيديولوجيات الداعية للعنف والكراهية والتي تمهِّد للإبادة الجماعية وتسهّل تكرار حدوثها. كما توفِّر هذه المنصة وسائل استشعار للتنبّؤ بالكوارث والفظائع التي تعرِّض المجتمع إلى التدمير وفي مقدمة تلك الفظائع الإبادة الجماعية، والقتل الجماعي، والجرائم ضد الإنسانية. وبهذا الحقل العلمي الجديد تكون كلية الآداب في جامعة بغداد قد سدَّت الفراغ الهائل في المكتبة العربية والإسلامية بهذا النوع من الدراسات. وبهذا يكون العراق، ممثلاً في كلية الآداب في جامعة بغداد، هو البلد الأول في العالم العربي والإسلامي يؤسِّس لهذا النوع من الدراسات.

إن التركيز على دراسات الإبادة الجماعية في العراق ومقارنة آثارها السلبية على المجتمع سيساعد الشعب العراقي على منع العنف والإبادة الجماعية وتشجيع الأجيال الشابة الجديدة على الاندماج الاجتماعي، وتعزيز السلام والتنوع الثقافي، بالإضافة إلى تعميق ثقافة التسامح، وتعميم ذلك على العالم العربي والإسلامي.

ستساهم علوم عدَّة في تأسيس حقل الدراسات البينية هذا، مثل القانون، والعلوم السياسية والتاريخ، وعلم الآثار، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، وعلم اللغة، والفلسفة، والجيولوجيا، والجغرافية، والهندسة الوراثية، والتكنولوجيا.

لظاهرة الإبادة الجماعية (الثقافية والمادية) جذور عميقة في تاريخ البشرية، لذلك نحتاج إلى علم آثار الإبادة الجماعية للتنقيب عن هذه الجذور ودراسة أبعادها المختلفة، لفضح هذه الممارسات اللاإنسانية ومنع تكرارها.

هناك عدة عوامل تدفع بعض الأنظمة السياسية والجماعات العرقية أو الطائفية إلى ارتكاب الإبادة الجماعية ضد الأقليات والجماعات العرقية والطائفية الأخرى، منها عوامل دينية، و ثقافية، وسياسية، وقومية، وعرقية ، واقتصادية. ما يهمنا هو العامل الثقافي. لذلك نحن بحاجة إلى ثقافة جديدة لمواجهة ثقافة الإرهاب والإبادة الجماعية.

 الجدوى والأهداف

يتوافق المشروع مع استراتيجية اليونسكو المتوسطة الأجل للفترة 2014-2021، الخاصة بتنمية قطاع التعليم من خلال دعم استجابات نظام التعليم للتحديات المعاصرة لثقافة السلام والتسامح، ودمج القيم العالمية القائمة على التفاهم والاحترام المتبادلين، والكرامة الإنسانية.

يهدف كرسي اليونسكو إلى إنتاج معرفة أكاديمية متعددة التخصصات عن الجوانب المتنوعة لدراسات الإبادة الجماعية، والمساهمة بأبحاث أصيلة في دراسة العوامل التي أدت إلى ارتكاب إبادات جماعية ضد المسلمين و غير المسلمين في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة.

ينصب تركيز الكرسي على دراسات الإبادة الجماعية في العراق والعالم العربي والإسلامي، من منظور مقارن يأخذ في الاعتبار ديانات وثقافات المكوّنات الاجتماعية الأخرى غير المسلمة في المجتمعات متعددة الثقافات التي تتميز بفترات متناوبة من الصراع والتكيف بين الجماعات.

سيجمع الكرسي فريقًا من الأساتذة والباحثين والمثقفين العراقيين للمشاركة في المشاريع البحثية.

ستدعم شبكة إقليمية ودولية من الجامعات والعلماء تطوير القدرات البحثية والتدريسية للكرسي من خلال برنامج المحاضر الزائر، والإشراف المشترك للدكتوراه، والبحوث المشتركة. وعلى أساس المعرفة التي سيجري إنتاجها، يطور الكرسي مبادرات تعليمية بالمشاركة مع المجتمع المدني، والفاعلين الدينيين والسياسيين لتعزيز التفاهم والحوار والمصالحة بين الطوائف والمجتمعات الدينية، والمساعدة في إعادة بناء التماسك الاجتماعي في العراق.

سيكون كرسي اليونسكو بمثابة منصة علمية لإقامة أنشطة  وندوات ومؤتمرات دولية حول مفهوم الإبادة الجماعية، وطرق منع تكرارها، ومعالجة آثارها، وكذلك حول السلام وتحويل الصراعات، وحول الهوية العراقية، وموضوعات متعلقة بينية، من خلال دعوة علماء من العراق وخارجه للمشاركة في هذه الأنشطة.

يركِّز الكرسي على مواجهة أحد أكثر التحديات إلحاحًا التي تواجه العراق والمجتمعات الإسلامية الأخرى اليوم وهي ظاهرة خطاب الكراهية والعنف، والخطابات السياسية و الاعلامية التحريضية، التي تشكل أسس ثفافية خطيرة لارتكاب الإبادات الجماعية، ومصدراً للتوترات الاجتماعية والسياسية المستندة إلى الاختلاف في الهويات الدينية والطائفية أو الاختلاف في المواقف السياسية والرأي. ومن هنا تبرز الحاجة الملحة لإنتاج معارف ورؤى وروايات بديلة لتكون بمثابة أسس للتفاهم المتبادل والحوار والتماسك داخل المجتمعات متعددة الثقافات.

سيساهم كرسي اليونسكو في بغداد في معالجة الانقسام الطائفي والحد من خطاب الكراهية. ومن أجل انجاز ذلك يتعين عليه  العمل على إعادة تأسيس الأوساط الأكاديمية كصوت معتدل موثوق به في المجال العام العراقي على وجه التحديد. لذلك يسعى الكرسي إلى أربعة أهداف متوازية لإعادة تطوير قدرات العراق البحثية والتدريسية في الإبادة الجماعية في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية لمقاربة العلاقات بين المكونات الاجتماعية العراقية، من خلال منهجيات ونظريات البحث الحديثة.

يوفر الكرسي  منصة بحثية يمكن للأساتذة والطلاب والمفكرين الآخرين من العراق والمنطقة وخارجها الالتقاء والعمل معًا لمعالجة أسباب الإبادة الجماعية كما هي متمثلة في الانقسامات الطائفية والدينية والقومية والإثنية وفي وخطاب الكراهية الناتج عن ذلك الانقسام، وإشراك الأكاديميين في حوار مع المجتمع، وكذلك إشراك الفاعلين الدينيين والسياسيين في العراق والعالم الإسلامي بشكل عام من أجل تقديم مساهمة ذات مغزى لقضية ذات أهمية اجتماعية هائلة.

أهداف قصرة الأجل:

  1. يهدف المشروع إلى تأسيس حقل دراسات وبحوث منع الإبادة الجماعية، وإلى خلق بيئة بحثية تساعد على دراسة الظروف المحيطة بالإبادة الجماعية (المادية أو الثقافية)، وقادرة على جذب الباحثين والطلاب المتخصصين في العراق والدول العربية الإسلامية الأخرى، وعلى تخريج جيل جديد من الباحثين والأساتذة المدربين على مهارات بناء السلام ومنع العنف والإبادة الجماعية، لتشكيل نخبة أكاديمية مؤهله لنشر ثقافة الاعتراف بالآخر، وإشاعة روح التسامح والتعايش السلمي ومعالجة خطابات الكراهية وقطع جذورها التاريخية ومنابع تغذيتها.
  2. من المتوقع أن تطور نتائج البحث الخاصة بمشروع الإبادة الجماعية الأساس القانوني والتشريعي في العراق تجاه الإبادة الجماعية، والقتل الجماعي، والجرائم ضد الإنسانية، وتسد النقص القضائي والتشريعي في العراق حيال مواجهة الإبادة الجماعية.
  3. كما من المؤمَّل أن تعمل نتائج البحوث والدراسات في هذا المجال على تحقيق المصالحة الوطنية بين المجتمعات وتعزيز التماسك الاجتماعي والسياسي في العراق والمنطقة العربية والإسلامية.
  4. تنمية معارف ومهارات المحاضرين والباحثين والطلاب في منهجيات البحث والمقاربات النظرية والمفاهيمية لدراسة الإبادة الجماعية في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية.
  5. إنتاج دراسات مقارنة بحثية نوعية في الإبادة الجماعية في العراق والعالم الإسلامي من منظور مختلف التخصصات (الدين ، العلوم ، العلوم الإنسانية ، العلوم الاجتماعية).
  6. توفير منصة حيث يمكن للأساتذة والطلاب والمفكرين الآخرين من العراق والمنطقة وخارجها الالتقاء والعمل معًا بطريقة عابرة للانقسامات الطائفية والدينية.

المشاريع الاستراتيجية

مشروعان استراتيجيان منجزان

انبثق مشروعان عالميان في كلية الآداب في جامعة بغداد للمدة من 2014 _2019: الأول هو المشروع الثقافي لمنع الإبادة الجماعية، ومشروع بناء السلام وتحويل الصراع. وقد جرى انجاز هذين المشروعين المتكاملين؛ تمثل الأول في منح جامعة بغداد كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في العالم الإسلامي، و تمثَّل الثاني في إنشاء الدبلوم المهني في دراسات بناء السلام وتحويل النزاع ، والذي تم إنجازه في كليتنا بالشراكة مع كلية السلام في جامعة انسبروك في النمسا. مكَّن هذا المشروع كلية الآداب في جامعة بغداد من منح شهادة دولية معترف بها من قبل الأمم المتحدة والجامعات الأوروبية.

أحدث طريقة لتدريس المصالحة والسلام هي استخدام التكنولوجيا لتعليم الإبادة الجماعية، ولتحقيق التعاطف المطلوب كأساس للمصالحة.

يهدف كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في جامعة بغداد إلى تعليم أسس المصالحة كالسلام والعدالة في مراحل التعليم الابتدائي والثانوي والعالي، وكانت لدينا أمثلة على طرق تدريب الطلاب على قبول الآخر والتعاطف معه وتحقيق المصالحة المجتمعية. وطبقت النماذج التربوية على طلاب الجامعات وطلاب المرحلة الابتدائية والثانوية في نماذج مختلفة كالآتي:

النموذج الأول: يتمثل في مشروع تعليم بناء السلام وتحويل النزاعات لطلاب الجامعات ومنح الدبلوم المهني في السلام لإعداد المتعلمين القادرين على تعليم السلام ونشره في الأوساط الاجتماعية.

النموذج الثاني: هو تعليم المصالحة من خلال المواطنة العالمية وهو النموذج الذي يجب على المؤسسات التعليمية في العراق تطبيقه. يشكل الشباب نسبة كبيرة من مجموع سكان العراق، والمؤسسات التعليمية هي المكان الذي يجتذبهم ويسهل نشر الأفكار التي تؤسس للمصالحة الوطنية، مثل الاعتراف بالآخر، والتسامح معه، والتعايش السلمي، ونبذ العنف، وتعزيز السلام، وتمهيد الطريق للانتقال إلى الديمقراطية الحقيقية، هذه هي قيم المواطنة العالمية التي يتم من خلالها تعليم المصالحة الوطنية للشباب في المدارس والجامعات.

نحتاج في العراق إلى خطاب تصالحي، والتعليم هو الطريقة الأكثر فاعلية لنشر هذا الخطاب وتعزيزه.

الخطاب التصالحي هو نقاش مدني يسعى فيه المشاركون ذوو الآراء المتباينة إلى بناء أرضية مشتركة للممارسة (التربوية) من خلال صياغة مشكلة مشتركة يلتزمون بها جميعاً أخلاقياً وفكرياً. يستخدم المشاركون في البحث والتطوير الحلول الوسط ويقومون باختيارات عملية للبناء على الأفضل. إنهم يحترمون الاختلاف ويتجنبون الإجماع من أجل الإجماع. يستخدمون مبادئها في الكتابة وكذلك في الخطاب الموجه نحو الممارسة. والغرض منها هو إصدار أحكام عامة وخاصة حول التعليم.

ومن هذه الركائز تأتي رؤية الخطاب التصالحي الذي يتطلب التقاء القلوب كما تتطلب العقول. الهدف هو إعادة التفكير في الغرض من النقاش التربوي، في إطار الالتزام بالبناء على الأفضل لتحسين التعليم لجميع الأطفال. للقيام بذلك، سيكون هناك تطوير أرضية مشتركة حول الأهداف، واستخدام الحلول الوسط، والقدرة على البناء على أفضل الحجج.

سيعمل الكرسي على استثمار قدرات المؤسسات التعليمية والثقافية والسياسية العراقية من أجل المصالحة الوطنية، ومواجهة خطاب الكراهية و العنف، وتعزيز السلام والتعايش ومواجهة الارهاب والإبادة الجماعية.

ويهدف تعليم المصالحة الوطنية إلى نشر قيم التسامح والتفاهم وقبول الآخر والحوار والتقارب مع المكونات الاجتماعية العراقية، وفق مبدأ التقدير والاحترام المتبادل.

أكدت اللجنة الدولية للتربية في القرن الحادي والعشرين في دورتها الأولى بباريس عام 1993 أن الموضوع الرئيسي الذي يجب أن نعلِّق عليه الآمال هو دور التعليم في تعزيز قيم السلام والتسامح والحوار. لذلك، تبنت اللجنة خطة تؤكد على أهمية التعليم الإنساني والثقافي والعالمي، مع التركيز على تزويد الطلاب بالقيم التي تنسجم مع مجتمع المعرفة الذي تتزايد شخصيته العالمية يومًا بعد يوم.

النموذج الثالث: هو النموذج التعليمي الذي تم فيه استخدام تقنية الواقع الافتراضي (لا أحد يصغي). صُمِّم في بريطانيا وطبق في العراق من قبل المنظمة الدولية للهجرة وجامعة السليمانية التقنية ومنظمة يزدا وكرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في جامعة بغداد. يهدف هذا النموذج التربوي إلى تحقيق التعاطف مع ضحايا الإبادة الجماعية والاعتراف بحقوقهم من أجل إعادة دمجهم في المجتمع.

تجربة الواقع الافتراضي “لا أحد يصغي” هي تجربة رائدة في استخدام التكنولوجيا لتثقيف الشباب حول الآثار الكارثية للإبادة الجماعية والعنف على المجتمع، وتوفِّر أداة قوية لتوليد التعاطف مع الضحايا، وتعميق شعورهم بالحياة والحرية والتعايش والاعتراف بهم كما هم في الواقع وكما يقدموا أنفسهم للآخرين.

تكنولوجيا الواقع الافتراضي

لا أحد يصغي هو معرض غامر رائد لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية للإيزيديين التي ارتكبها مقاتلوا الدولة الإسلامية (داعش). تجربة الواقع الافتراضي، التي تُعَدُّ محور المعرض، تنقل المشاهدين إلى معسكر النازحين داخليًا في شمال العراق باستخدام مزيج من أحدث التقنيات الغامرة: مشاهد مذهلة من التصوير الفوتوغرافي الذي تم تصويره في العراق؛ 360 صورة للدمار الذي تسبب فيه تنظيم الدولة الإسلامية، والرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد التي تم إنشاؤها في استوديو لندن. يسمح السرد المتفرّع للمشاهدين باختيار الاستماع إلى القصة التي ترويها واحدة من ثلاث شخصيات مختلفة: امرأة يزيدية تم اختطافها واستعبادها جنسياً؛ شقيقها الذي نجا من مذبحة؛ ومقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية يهاجم القرية. تم عرض تجربة الواقع الافتراضي لأول مرة في البرلمان العراقي وجامعة بغداد في ديسمبر 2021.

وبوصفها تقنية غامرة، أثبت الواقع الافتراضي أنه أداة فعالة في التدريب والتعليم وإعدادات الاتصال، وقد تم تطبيقه بشكل متزايد في مجموعة من المجالات، بما في ذلك الجيش، والصحة، والألعاب، والتعليم، والأعمال التجارية، والترفيه، والتراث الثقافي. تقدم تقنية الواقع الافتراضي، التي يطلق عليها بالفعل اسم “آلة التعاطف المطلقة”، طريقة لتعريف الناس بعيون الآخرين. ومن أجل تقييم الفعالية والتأثيرات قصيرة المدى وطويلة المدى لمعرض الواقع الافتراضي “لا أحد يصغي” على تعليم الإبادة الجماعية الإيزيدية والتوعية بالتغييرات والإجراءات الإيجابية المحتملة، جرى التخطيط لإجراء تقييم منهجي للتجربة والمعرض. بين كانون الأول (ديسمبر) 2020 وآذار (مارس) 2021 أُجري التقييم مع أكثر من 120 من السكان المحليين من خلفيات مختلفة في خمس مدن (بغداد والسليمانية وأربيل ودهوك وكركوك). تضمنت كل جلسة تقييم استخدام الواقع الافتراضي لا “أحد يصغي”، متبوعًا باستكمال استبيانين ومقابلة. يقود مشروع البحث الدكتورة روزين محمد أمين، مدير DCH في جامعة السليمانية التقنية و بالتعاون مع البروفيسور صلاح الجابري أستاذ كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في العالم الإسلامي في جامعة بغداد.

الدروس المفادة

  1. خلق الطلاب والأساتذة التعاطف مع الناجين من الإبادة الجماعية وعززوا المصالحة والاعتراف بين مكونات المجتمع العراقي. لذلك فإن التعليم هو الوسيلة الأكثر فاعلية لتسريع المصالحة الوطنية، حيث توجد مناهج تربوية عالمية توفر إمكانية تعليم المواطنة والحرية والعدالة والسلام والتسامح والتعددية والتعايش.
  2. الواقع الافتراضي. كان لمعرض التجربة تأثير عقلي كبير على أكثر من 70٪ من المستخدمين مما أدى إلى زيادة الوعي تجاه الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين. 70٪ من المشاركين أشادوا بالتجربة وأشاروا إلى تغيير معلوماتهم وانطباعاتهم تجاه المجتمع الإيزيدي وثقافته. ارتبط أكثر من 80٪ من المشاركين بموضوع الإبادة الجماعية للإيزيديين. (التقنيات الناشئة والمتاحف، المنظمة الدولية للهجرة ، د. روزين ، م. أمين ، الفصل الرابع).
  3. أظهر 70٪ من المشاركين مشاعر التعاطف والغضب، وهذا يعني نجاح التجربة في خلق حالة من القبول والشعور بالآخر. تُستخدم التجربة لإنشاء نهج جديد للتعليم يقوم على إعادة خلق الحدث المأساوي والتعاطف مع ضحاياه.

4 – الارتباط العاطفي والتعاطف، مما يجعل هذه التجربة وسيلة أو أداة قيمة لنشر السلام وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الجماعات ومنع تكرار هذه الأحداث المأساوية للبشرية في المستقبل، وبناء سلام ووئام دائم وقوي في المجتمع .

  1. حقق التعاطف والتفاعل الإيجابي اعترافاً بقضية محلية ودولية أن ما حدث للأقلية اليزيدية هو إبادة جماعية. كشفت التجربة بوضوح عن التأثير العاطفي الكبير والتعاطف لدى مستخدمي التجربة والمعرض وقدرات التجربة المجازية لبناء أعلى مستوى من الارتباط العاطفي والتعاطف، مما يجعل هذه التجربة وسيلة أو أداة قيمة لنشر السلام. وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الجماعات ومنع تكرار هذه الأحداث المأساوية للبشرية في المستقبل، وبناء سلام ووئام دائم وقوي في المجتمع.
  2. إن الدرس الذي تعلمناه من تعليم السلام وتحويل النزاعات ومنع الإبادة الجماعية والعنف هو أهمية التفكير من خلال التعاطف والتفاعل العاطفي. تعتمد طريقة التفكير هذه على أولوية التفاعل العاطفي والتعاطف على التفكير المنطقي الذي يقوم على تبرير الخلفيات التاريخية. التعاطف هو شعور إنساني هو مقدمة لأي عملية مصالحة مجتمعية وتكامل اجتماعي ، وبالتالي تعزيز السلام الاجتماعي.

تشخيص الواقع

لظاهرة الصراع والإبادة الجماعية جذور عميقة في العراق، لذلك نحن بحاجة إلى التحقيق في آثار الإبادة الجماعية للتنقيب عن هذه الجذور ودراسة أبعادها المختلفة، وذلك لفضح هذه الممارسات اللاإنسانية ومنع تكرارها من خلال تعليمها للجيل الجديد من الشباب، واطلاعهم على خطرها الاجتماعي، والعوامل المساعدة على حدوثها، والوسائل التي تسهل حدوثها، والثقافات التي تمهّد لها وتبررها.

ارتكب نظام صدام أنواع من الإبادات الجماعية ضد المكونات العراقية خاصة الشيعة والأكراد، مثل تهجير آلاف العائلات الشيعية العراقية إلى إيران في 1978-1981، ومصادرة ممتلكاتهم وأموالهم، والقتل الجماعي للشباب وكبار السن والنساء والأطفال. وقد دُفن الكثير من العراقيين، الشيعة والكورد، في مقابر جماعية خلال  الانتفاضة عام  1991 وبعدها. كما هاجم المدن الكردية بالأسلحة الكيماوية وقتل عشرات الآلاف من المدنيين. مارس التطهير العرقي ضد القومية الكردية فيما يسمى بـ “الأنفال” ، وهو هجوم أدى إلى تهجير آلاف العائلات الكردية من أراضيهم ونهب ممتلكاتهم.

في آب / أغسطس 2014، اجتاح تنظيم الدولة الإسلامية سهول سنجار ونينوى وبدأ هجمات مستهدفة ضد اليزيديين الأصليين والمسيحيين (بمن فيهم الأشوريون) والشيعة التركمان والأقليات الدينية الأخرى. نفذ تنظيم الدولة الإسلامية خطته للقضاء على الإيزيديين وقتل الرجال والمراهقين وخطف آلاف النساء والأطفال. جرى تلقين الأولاد الصغار عقيدته وأجبرهم على القتال إلى جانبه ومن أجله، بينما جرى استعباد النساء والفتيات الصغيرات حتى سن التاسعة وبيعهن كمتاع لمسلحي داعش. أثناء وجودهن في الأسر، تعرَّضن للضرب، والسخرة، والزواج القسري، والعنف الجنسي، في ظل نظام منظَّم من الاستعباد الجنسي.

تعريف الإبادة الجماعية وأشكالها في العراق

يمكننا القول إن العراق والعالم الإسلامي شهد نوعين من الجرائم ضد الإنسانية في العراق: الإبادة الجماعية الجسدية والإبادة الثقافية.

تختلف الإبادة الجماعية الجسدية عن الجرائم الأخرى ضد الإنسانية في كونها تحدث بقصد تدمير جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية، كليًا أو جزئيًا.

الإبادة الجماعية، بحسب (المادة الثانية) من اتفاقية الأمم المتحدة، تعني أي من الأفعال التي تُرتكب بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية بصفتها هذه، وهذه الأفعال هي:

(أ) قتل أعضاء الجماعة؛

(ب) إلحاق ضرر جسدي أو عقلي جسيم بأفراد من الجماعة؛

(ج) إخضاع الجماعة عمداً لظروف معيشية يقصد بها تدميرها المادي كلياً أو جزئياً؛

(د) فرض تدابير تهدف إلى منع الإنجاب داخل الجماعة؛

(هـ) نقل أطفال المجموعة قسراً إلى مجموعة أخرى.

المعيار الذي يميز الإبادة الجماعية كفئة مفاهيمية هو المحاولة المتعمَّدة لإبادة مجموعة اجتماعية تم تصنيفها على أنها مختلفة.

يمكننا تلخيص الخصائص المهمة للإبادة الجماعية على هذا النحو: “القصد أو النية”، “منع الجماعة من الإنجاب”، “قتل الجماعات وليس الأفراد”، “استهداف الجماعات العرقية والقومية والإثنية والدينية”.

الإبادة الثقافية

وفقًا للمادة الثالثة من اتفاقية الأمم المتحدة: أي عمل متعمد يُرتكب بقصد تدمير لغة، أو دين، أو ثقافة جماعة قومية، أو عرقية، أو دينية، بدوافع القومية أو الأصل العرقي أو المعتقد الديني مثل:

  1. تحريم استخدام لغة الجماعة في الخطاب اليومي أو في المدارس، أو طباعة وتوزيع المطبوعات بلغة المجموعة؛
  2. تدمير أو منع استخدام المكتبات والمتاحف والمدارس والمعالم التاريخية وأماكن العبادة أو غيرها من المؤسسات الثقافية وكائنات المجموعة. 14

تمت إضافة مثال آخر مؤخراً:

  1. إخضاع أعضاء الجماعة لشروط قد تدفعهم إلى التخلي عن لغتهم أو دينهم أو ثقافتهم.

الإبادة الجسدية في العراق:

هناك العديد من أحداث الإبادة الجماعية التي حدثت في العراق خلال التاريخ الحديث. بعضها بسبب العامل الطائفي، وبعضها بسبب عوامل قومية وعرقية.

الإبادة الطائفية والدينية في العراق:

  1. الهجوم الوهابي، المنطلق من الممكلة العربية السعودية، على كربلاء عام 1802 وعلى النجف في العامين 1802 و 1806. قُتِل خلال الهجوم على كربلاء 8 آلاف مدني، ودُمّرت المدينة وشمل التدمير مرقد الإمام الحسين عليه السلام، ونهب أشيائه الثمينة .
  2. تهجير آلاف العائلات العراقية إلى إيران في 1980-1981 ، ومصادرة ممتلكاتهم وأموالهم. أدى الطرد إلى مقتل المئات من كبار السن والأطفال وهم في طريقهم إلى إيران عبر أراضٍ وعرة ، وملغومة، قُتل بعضهم في القصف العشوائي أثناء مرورهم بساحة المعركة، ومات آخرون غرقًا، وتوفي آخرون في الطريق بسبب المرض.
  3. معاقبة نظام صدام القمعي لعرب الأهوار والمناطق المحيطة بها من طريق ممارسات قسرية وعنيفة لإجبارهم على الهجرة ومغادرة أراضيهم وممتلكاتهم. اتخذت هذه الممارسات أشكالًا مختلفة: التهجير القسري، الاعتقالات العشوائية، منع إرواء أراضيهم الزراعية من طريق تحويل مجرى الفرات إلى الصحراء، القضاء على وسائل عيشهم مثل تربية الحيوانات وصيد الأسماك فضلا عن الزراعة بتجفيف الأهوار وتغيير بيئتهم الطبيعية.

نماذج من ممارسات النظام البعثي الدكتاتوري ضد عرب الأهوار:

  1. مهاجمة الأهوار والمناطق المحيطة بها بالطائرات والمدفعية بشكل شبه يومي.
  2. اعتقال رجال ونساء تلك المناطق من الشيوخ و الشباب ومتوسطي العمر وإيداعهم السجن دون محاكمة، ثم قتلهم ودفنهم في مقابر جماعية اكتُشفت بعد سقوط النظام الدكتاتوري.
  3. منع إيصال المواد الغذائية إلى مناطق الأهوار وحجب البطاقة التموينية عن بعض السكان، وأدى ذلك إلى سوء التغذية وانتشار الأمراض الفتاكة.
  4. تحويل مياه نهر الفرات عن الأهوار لمنع إرواء الأراضي الزراعية الأمر الذي زاد من مساحات التصحر وانحسار الاراضي الصالحة للزراعة، كما أدى منع المياه من الوصول إلى الأهوار إلى إبادة الحيوانات والثروة السمكية ونفوق الجاموس والابقار واختفاء الطيور التي تعيش في هذه البيئة الطبيعية، ومن الملاحظ أن كل ذلك يقع ضمن الفقرة (ج) من المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية. كما أدى كل ذلك إلى زعزعة التوازن البيئي في المنطقة.
  5. تعتبر المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري دليلاً دامغًا على الإبادة الجماعية التي ارتكبها نظام صدام ضد الشيعة والكورد في العراق.

الإبادة القومية والعرقية في العراق:

  1. مهاجمة المدن الكردية بالأسلحة الكيماوية وقتل عشرات الآلاف من المدنيين.
  2. ممارسة التطهير العرقي ضد القومية الكردية فيما يسمى بـ “الأنفال”، وهو هجوم أدى إلى طرد آلاف العائلات الكردية من أراضيهم ونهب ممتلكاتهم.
  3. مقابر جماعية للشعب الكردية تم اكتشافها في عدة مدن في جنوب العراق، وتحتوي على عشرات القتلى المدنيين.

الإبادة الثقافية في العراق:

شهد العراق عددًا من الأحداث التي يمكن تصنيفها على أنها إبادة جماعية ثقافية، وقد اتخذت هذه الأحداث أيضًا أشكالًا عديدة:

  1. منع أي شكل من أشكال الأحزاب السياسية والثقافات التي تنافس الحزب الحاكم وثقافة السلطة الحاكمة. لقد استبعدت الإبادة الجماعية السياسية من اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية، ولكن هناك بعض الاعتراض على تبرير هذا الاستبعاد، حيث عدَّته (بيث فان شاك) نقطة عمياء في الاتفاقية.
  2. منع طقوس وعادات الطوائف والمذاهب الأخرى، ولاسيما طقوس عاشوراء؛ لأنها تتعارض مع عقيدة السلطة الحاكمة وثقافتها السائدة في تفسير التاريخ، وترى فيها تهديداً لوجودها.
  3. قتل المثقفين العراقيين أو إجبارهم على الهجرة من الوطن ومنع الحوار الفكري والفلسفي الذي عرفته بغداد طوال تاريخها الفكري الطويل، الأمر الذي أدى إلى إضعاف المساهمة الفكرية لبغداد في الحركات الفلسفية العربية والعالمية المعاصرة. .
  4. منع الأقليات القومية والعرقية في العراق من استخدام لغاتهم الأصلية، ومحاولة النظام تذويب ثقافتها في الثقافة القومية العربية، مما أدى إلى إضعاف هويتهم، ثم فقدان الشعور بالانتماء إلى الوطن، وهذا ما حدث للقومية الكوردية في العراق.
  5. منع بيع وشراء الكتب الفكرية والثقافية التي لا تتفق مع الفكر الحاكم، وحرق الكتب الفكرية والدينية في مكتبات الجامعات والكليات، وكذلك في المكتبات العامة.

6- إخضاع الثقافة والفن بمختلف أنواعها لاتجاهات النظام الحاكم وأفكاره المتخلفة التي عزلت العراق عن العالم الخارجي، وألغى أي دور للعراق في الفن العالمي والعربي، باستثناء المواهب التي هربت من العراق ولجأت إلى دول العالم المتقدم، وعاشوا الحياة على النموذج الغربي أو حسب الدولة المضيفة.

  1. تزوير الأبنية والمباني التاريخية القديمة في العراق بإخضاعها لرموز الدكتاتور المتغطرس سواء بتشويهها من طريق إضافة اسمه عليها أو عدد كبير من صوره التي ملأت الآفاق.
  2. تزييف التاريخ بإعادة كتابته على وفق أيديولوجية السلطة الحاكمة.

الإبادة الثقافية التي ارتكبها تنظيم داعش في الموصل شمال العراق:

  1. حرق كنيسة مار متى.
  2. اتخذت بعض الكنائس كثكنات عسكرية.
  3. هدم مسجد مجاهد الدين الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس الهجري.
  4. هدم مقبرة ابن الأثير.
  5. هدم مقابر الأنبياء مثل مقابر يونس وشيت.
  6. تدمير مئذنة سنجار الأثرية.

7.. تدمير اجزاء من بوابة نركال وتحطيم ثيران مجنحة.

  1. تجريف مدينة الحضر احدى مواقع التراث العالمي.
  2. نسف مدينة نمرود الأثرية.

10- سرقة المخطوطات النادرة والتحف النفيسة وبيعها لتمويل أعمالهم الإرهابية.

  1. اثار الدمار والسرقة المحفوظة في متحف الموصل.

بناء ذاكرة التراث الصعب لأهوار العراق

يهدف البحث إلى توثيق الأحداث المأساوية التي حدثت في الأهوار في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي بهدف إعداد قاعدة بيانات توفر معلومات للتحليل والتفسير والتقييم. تتخذ قاعدة المعلومات هذه شكلين: رقمي وورقي ، لتسهيل الوصول إلى المعلومات ، سواء بالطرق التكنولوجية أو بالطرق التقليدية.

إن بناء ذاكرة الأهوار، والمنعطفات التاريخية التي حدثت فيها، من الازدهار إلى التصحر، والعودة التدريجية مرة أخرى، وإن كان دون مستوى الطموح، تشكل حماية للتراث العالمي، وليس التراث العراقي فقط.

يمكن الافادة من الدراسة في اقتراح حلول فعالة لتنمية الأهوار وإعادة تأهيلها بيئياً وزراعياً، ولتنمية سكانها وتأهيلهم نفسياً واقتصادياً، والتعامل مع الأهوار كتراث عالمي معترف به من قبل منظمة اليونسكو.

يسعى البحث إلى إرساء مفاهيم عالمية مرتبطة بوصف وتفسير الإبادة الجماعية والقتل الجماعي والتهجير القسري ، وسيتضمن البحث تصنيفًا للأنشطة العلمية التي تساعد في تحقيقها ، لتشمل:

  1. لقاءات مباشرة مع الناجين والعائدين من الهجرة القسرية
  2. التسجيلات الصوتية والمرئية إن وجدت
  3. دراسات ميدانية (استبيانات واحصاءات) لسكان الاهوار الموجودين حاليا في الاهوار.

4 – استخدام الوسائل التكنولوجية لإعادة بناء ذاكرة الأهوار كبرامج الإنترنت والبرامج الحاسوبية التي تحاكي الأصوات الأصلية للضحايا لرواية قصص قصيرة عن حياة الضحايا والتغيرات البيئية التي حدثت في الأهوار. بدءا من حرمانهم من مصدر مائي وانتهاء بالتصحر وفقدان الثروة الحيوانية والسمكية واختلال التوازن البيئي والتغيرات المناخية. .

  1. بناء قاعدة معلومات لإنشاء نواة متحف الأهوار في مدينة الناصرية باستخدام الوسائل الرقمية للحفظ والعرض.

سيصنف البحث أنواع الإبادة الجماعية التي حدثت في الأهوار ويقدم بيانات إحصائية عن نوع الخسائر والخسائر التي لحقت بالعراقيين جراء إبادة الأهوار ، ويمكن تصنيف هذه الإبادة الجماعية على النحو التالي:

الإبادة الجماعية الجسدية

الإبادة الجماعية البيئية

الإبادة الجماعية البيولوجية

الإبادة الثقافية

الإبادة السياسية

ربما لم يتم تضمين بعض هذه الأنواع من الإبادة الجماعية في اتفاقية الإبادة الجماعية التي أقرتها الأمم المتحدة في عام 1948. لذلك ، يقدم البحث مقترحات لتصنيف الإبادة الجماعية وفقًا للبيئات الثقافية والأنظمة السياسية.

سؤال البحث

ما هي الآليات والطرق المناسبة لبناء ذاكرة الإبادة الجماعية للأهوار ، وكيف يمكننا تحديد السياق التاريخي لتلك الذاكرة ، كجزء من التراث العالمي ، وكيف نحدد التنوع البيئي والبيولوجي والبشري الذي ازدهرت في تلك البيئة كبيئة اجتماعية أيضًا بفنونها وعاداتها وأدبها وتقاليدها ؟؟؟

سياق السؤال

بعد أكثر من عقدين من الفظائع التي تعرضت لها الأهوار وسكانها ، لم يتم إعادة بناء الأحداث ومعالجتها تاريخيًا وتوثيقها وفق إجراءات التحقق التاريخي. المشكلة هي أن الأحداث أصبحت جزءًا من التاريخ ، ومات العديد من الناجين من الإبادة الجماعية ، وعانوا من التهجير القسري ، ومحاربة سبل عيشهم ، ومصادرة أموالهم. واجهت عملية التوثيق صعوبات وتحديات خطيرة ، بما في ذلك ما يتعلق بمصداقية المعلومات التي تم جمعها شفهيا من المقابلات الشخصية ، بما في ذلك ما يتعلق بندرة الوثائق الحكومية التي تشير صراحة إلى هدف تجفيف الأهوار وطرد سكانها وتدميرهم. البيئة الطبيعية وتحويلها من محميات طبيعية للحيوانات والطيور والنباتات المختلفة إلى صحراء قاحلة. غير مناسب للإنتاج الزراعي أو الحيواني. كيف يمكن التخفيف من هذه العقبات وتجاوز بعضها بإنشاء أرشيف خاص لتدمير الأهوار والإبادة الجماعية التي تعرض لها السكان والبيئة الحيوية والطبيعية؟ كيف نحول الأهوار إلى نص تاريخي يسجل مراحل الحياة المختلفة فيها ، وكيف يمكن صياغة النص التاريخي الذي يمكن من خلاله حفظ ذاكرة الأهوار ، بما في ذلك الازدهار والتنوع البيولوجي ، ثم الإبادة الجماعية من سكانها وتنوعها البيئي والبيولوجي؟

أهداف البحث

يتماشى البحث مع أهداف فهم التاريخ والوضع الحالي للعراق ، والحفاظ على تراث العراق وتنوعه البيئي والاجتماعي والسكاني ، لا سيما أن الأهوار مدرجة الآن في قائمة التراث العالمي ، وتساعد على تحقيق العدالة وتعزيز المجتمع. السلام والتعايش والتسامح وقبول الآخر ، والأهم من ذلك الاستفادة من الماضي في فهم الحاضر وضرورة تجاوزه ببناء السلام وتحقيق العدالة. أحد أهداف كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية هو دراسة وفهم التاريخ من أجل تعزيز السلام في المجتمع الحالي ، ودراسة وفهم الإبادة الجماعية من خلال تحديد أسبابها وظروفها من أجل التغلب عليها ومنع تكرارها.

المراعاة الأخلاقية

تتعهد مجموعة العمل بالالتزام بالاعتبارات الأخلاقية في البحث العلمي وشروط مدونة السلوك الأكاديمي لأساتذة الجامعات ، وكذلك مراعاة العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع الذي يجري فيه البحث الميداني.

مخرجات البحث

  • ورش عمل
  • الندوات والمؤتمرات
  • عرض على الموقع
  • إدراجها في مناهج طلاب الجامعة
  • وسائل الاعلام

ما هي الصلة المباشرة والمقدمة بشكل أساسي لمواجهة هذه التحديات في العراق؟

التحدي الخطير الذي يواجه العراق هو التحدي الأمني ​​بسبب انتشار العنف والجرائم التي تهدد السلام. لذلك تساهم مخرجات البحث في تحقيق التعايش السلمي من خلال معالجة الاختلال التاريخي الذي تعرض له المجتمع بسبب الثقافة السائدة التي تبرر العنف. من خلال فهم التاريخ ، يمكننا التغلب على عقبات الحاضر. نحول التحديات إلى فرص للحوار والتفاهم ، ونتصدى للأمراض الاجتماعية التي تدمر المجتمع ، وأهمها مرض الإبادة الجماعية الذي يبرره العنف الثقافي.

تعزيز التنمية الاقتصادية ورفاهية العراق

التنمية والرفاهية تتطلب بيئة آمنة. لذلك ، إذا تعاملنا مع التحديات الأمنية ، واستطعنا إعادة بناء الثقافة على أسس تاريخية موضوعية ، فسنمهد الطريق نحو التنمية والرفاهية.

طرق العرض في متاحف التراث الصعب وتأثيراتها النفسية على المتلقين

الملخص

التراث الصعب هو مفهوم مرادف لتراث من الأذى، وتراث الفظائع وأماكن الألم أو العار. المواقع التراثية الصعبة هي أماكن ومؤسسات “تقف كإرث لفترات مؤلمة في التاريخ ، ومواقع مذابح وإبادة جماعية، وأماكن مرتبطة بالمؤسسات العقابية السابقة، وأسرى الحرب، وميادين القتال وغيرها الكثير”. إدارة المواقع التراثية الصعبة هي نشاط منظم يدعم تجربة هادفة وشاملة للزوار في سياق الخدمات المتنوعة والمعقدة.

الهدف من هذه الدراسة هو زيادة فهم مدى صعوبة التعبير عن تراث الماضي، وطرق عرضه، وتعليمه ومنع تكراره، سندرس ذلك كما هو متجسد في إدارة المتاحف في بريطانيا من أجل نقل الخبرة إلى العراق وتطبيق الطرق العلمية في عرض الإبادة الجماعية والفضائع في متاحف متخصصة بالتراث الصعب في العراق، كما هي متمثلة بثلاث نماذج من المتاحف البسيطة في مؤسسة الشهداء في بغداد، موقع نصب الشهيد، ومتحف تراث الأهوار في الأهوار، ومتحف الإبادة الجماعية في حلبجة. و من أجل تحقيق هذا الغرض، جرى صياغة أربعة أسئلة بحثية: ما هي الأساليب/الطرق المستخدمة في المعرض؟ ما هي العلاقة بين الموضوع المعروض وأسلوب العرض؟ ما هي طرق العرض التي تحقق أكبر قدر ممكن من التعاطف من لدن المتلقي أو الزائر؟ ما هي العلاقة بين سيكولوجية العرض وطرق العرض؟

تفترض الدراسة أنه من أجل الإجابة على هذه الأسئلة العملية، نحتاج إلى الكشف عن أبعاد التراث الصعب التي تحتاج إلى إبراز وتوضيح، نعني بذلك الإبادة الجماعية والفظائع، كما نحتاج إلى التخلي عن الأساليب الأيديولوجية في تقديم التراث الصعب.

في هذا المشروع البحثي، أهدف إلى دراسة النماذج وأفضل الممارسات في تطوير المجموعات وعرض التراث الصعب (خاصة الإبادة الجماعية) في المملكة المتحدة لنقلها إلى العراق. يتضمن ذلك زيارة ميدانية لمتاحف ومراكز ومؤسسات الحرب، وتحليل دراسات الإبادة الجماعية والتحدث إلى خبراء المملكة المتحدة (مثل أولئك الموجودين في مركزكم والمتاحف أيضًا) حول أفضل الممارسات لتطوير المجموعات وتنظيم المعارض التي تنطوي على تراث صعب كالإبادة الجماعية. في الجزء الثاني من بحثي، سأقوم بتحليل و وضع استراتيجيات/ طرق لتطوير مجموعات الإبادة الجماعية، وتنظيم معارض الإبادة الجماعية في العراق.

تمثل هذه الدراسة حاجة أكاديمية لمؤسسات عراقية مهمة، لدينا دعم رسمي من الهيئة العامة للآثار العراقية، ومديرية المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء العراقية، وكذلك ضرورة إنشاء متاحف للتراث الصعب في جنوب وشمال العراق للحفاظ على الذاكرة العراقية في الأهوار وكردستان، والمقابر الجماعية وجميع انواع التراث الصعب سواء قبل داعش أو بعد داعش.

فلسفة العرض في المتاحف (التعاطف والتفاهم)

المعارض ذات التراث الصعب في المتاحف، على سبيل المثال الإبادة الجماعية، لها جانبان: الأول هو المادة المعروضة ذاتها، والآخر دلالي أو أخلاقي يتعلق بالقدرة على تحقيق هدف العرض الذي يثير قدرًا كبيرًا من البشر مثل التعاطف مع الضحايا، و هذا ما سوف نسميه الجانب الذاتي.

يمكننا أن نعطي مثالاً على أولوية الجانب الذاتي للجانب الموضوعي: عندما نرى طفلاً ميتًا أثناء القصف ، فإن النتيجة التي سوف تظهر هي ردة فعل تلقائية تجاه الظاهرة، تعبِّر عن اعتراض على الظلم. ثم نحاول تبرير موقفنا من خلال دراسة التاريخ والأنشطة الثقافية. بمعنى آخر ، التأثير يسبق الاستدلال.

Diploma Program for Peace-building, Conflict Transformation and the virtual reality experience “No Body’s Listening” In both The UNESCO Chairs at the University of Baghdad and The UNESCO Chair at The University of Kufa

 

Author(s):

Prof. Dr. Al JABERY Salah , director of UNESCO Chair for Genocide Prevention Studies in Islamic World at the University of Baghdad. (Iraq)

ASS. Prof. Dr. AL- TEMIMI Ala, director of UNESCO Chair on the Development of Inter-Religious Dialogue Studies in the Islamic World at the University of Kufa (Najaf-Iraq)

رابط البحث المباشر

للتحميل

 

رابط صفحة البحوث المشاركة في المؤتمر

https://whec2022.net/resources.php

 

اسم المؤتمر و عنوانه

Conférence mondiale de l’UNESCO sur l’enseignement supérieur 2022

Barcelone, Espagne,  18-20 mai 2022

 

صفحة المؤتمر بالفرنسية

https://www.unesco.org/fr/education/higher-education/2022-world-conference

 

صفحة المؤتمر بالانكليزية

UNESCO World Higher Education Conference  (WHEC2022)

Barcelona, Spain,    18-20 May 2022

https://www.unesco.org/en/education/higher-education/2022-world-conference