في إطار التعاون العلمي بين كلية الآداب – جامعة بغداد والمؤسسات الاكاديمية اليابانية أقام برنامج الدراسات اليابانية في قسم التاريخ ، حفلا تأبينيا وجلسة إستذكاريا للأكاديمي الياباني المرحوم البروفسور تسوكيتاكا ساتو ، رائد الدراسات اليابانية ، وأحد مخرجات كلية الآداب في السبعينات ، حيث درس التاريخ على يد رواد الدراسات التاريخية في الكلية ، وهو احد المروجين للثقافة العربية والتاريخ الإسلامي . وقد شارك في الجلسة القائم بالإعمال الياباني في العراق ، السيد كاتسوهيتو تاكاهاشي ، والسكرتير الثالث في السفارة اليابانية ، السيد تسويوشي أندو ، والسيد عميد كلية الآداب ، الأستاذ الدكتور فليح الركابي ، وأساتذة الكلية وطلبة الدراسات العليا والأولية. وقد ناقش الحضور تطور التعاون الأكاديمي بين المؤسسات العلمية اليابانية والعراقية.
فكلية الآداب من أعرق المؤسسات الأكاديمية في جامعة بغداد والجامعات العراقية الأخرى وتفتخر هذه الكلية بكونها الكلية الأم لنظيراتها من الجامعات العراقية منذ تأسيسها فـــي 22 -23 آذار 1949. ومنذ عقد الخمسينات أدت الكلية دورا رياديا في المجتمع العراقي
 إذ قدمت أفواجا من العلماء والمتخصصين في حقول المعرفة المتعددة، وقد نال العديد منهم سمعة عربية وعالمية. إختطت هذه الكلية لنفسها في السنوات الأخيرة الإنفتاح على المؤسسات الأكاديمية العالمية ، فدشنت منذ العام 2007 برنامجا واعدا للإنفتاح على الجامعات اليابانية  فتاسس برنامج الدراسات اليابانية في قسم التاريخ في محاولة للافادة من تجربة اليابان في مجال العلوم الإنسانية عموما والدراسات التاريخية وتجربة التحديث على نحو خاص . فشجعت الكلية من خلال قسم التاريخ العديد من البرامج العلمية وعقدت العديد من الورش والمنتديات ، فأنتج ذلك علاقات أكاديمية واعدة بين الاكاديميين العراقيين واليابانيين وطلبة الدراسات العليا.
  وتأتي هذه الجلسة الإستذكارية لاحياء ذكرى مؤرخ ياباني بارزفي مجال التاريخ الإسلامي هو البروفسور تسوﮔيتاكا ساتو (1942 -2011 )،رائد الدراسات الإسلامية في اليابان الذي تربطه علاقات أكاديمية مرموقة مع العديد من الأكاديميين العراقيين .
 زار البروفسورساتوالعراق في اواخر السبعينات وإرتبط بعلاقات علمية مع العديد من المؤرخين العراقيين ، وترك دراسات ومؤلفات مهمة عن العراق وتاريخه. وإذ نحتفي اليوم بهذا العالم الجليل ، الذي وافاه الأجل في الحادي عشر عشر من نيسان من عام 2011، فأننا نستذكر جهود جيل كامل من المؤرخين العراقيين واليابانيين الذين يمثلون الجيل الثاني والحلقة الوسطى المهمة التي إستطاعت أن تبني المعرفة التاريخية في كلا البلدين وفقا لأطر جديدة تبتعد عن رؤى المركزية الغربية ومؤسساتها الإستشراقية ومقولاتها القديمة ، فهذا الجيل هو المسؤول عن تطور برامج الدراسات العليا ةالبرامج الأخرى الخاصة بحقل التاريخ الإسلامي وخلق شبكة متفاعلة من الأكاديميين أصبحت بصماتها راسخة على مستوى العالم. هذه الجلسة التذكارية تمثل مساهمة أكاديمية متواضعة من زملائه وطلبته من الأكاديميين العراقيين ، الذين يقدرون ماقدمه المرحوم البروفسور ساتو لحقل الدراسات الإسلامية . إن قسم التاريخ وكلية الآداب عندما يحتفيان بهذا المؤرخ البارز فإنما يساهمان في توسيع وترسيخ العلاقات الثقافية بين الأكاديميين العراقيين واليابانيين ، ويفتحان الباب واسعا أمام مزيد من الحوارات واللقاءات والمشاريع المشتركة بين المؤسسات العلمية في كلا البلدين . ونقدم شكرا وتقديرا كبيرين الى السفارة اليابانية في بغداد التي شاركت في النشاط الأكاديمية للكلية ودعمت هذا الإنفتاح ،مع شكرنا وتقديرنا للعديد من الجامعات اليابانية ولاسيما جامعات طوكيو و طوكيو للدراسات الأجنبية وكيوتو وأوساكا وكيوشو وواسيدا . ونتمنى للعراق واليابان مزيدا من التقدم والإزدهار وتجاوز محن الحروب والطبيعة . وكلا الشعبين قادران على ذلك بكل تأكيد بنخبهما الأكاديمية وعلمائهما وإبداعاتهما في حقول المعرفة الإنسانية .

Comments are disabled.