مع بداية العام الدراسي الجديد ، تواصل كلية الآداب تفعيل نشاطاتها العلمية والثقافية بالتعاون مع المؤسسات العراقية والدولية . وضمن هذا المسار ، وجهت الدعوة لعدد من أساتذة الكلية والمتخصصين بالدراسات اليابانية للمشاركة في احد المحافل الثقافية . فبالتعاون بين وزارة الثقافة العراقية والسفارة العراقية في بغداد ،وبمناسبة الاحتفال ببغداد عاصمة للثقافة العربية 2013 ، أقيم في قاعة حوار يوم التاسع عشر من تشرين الثاني معرضا للصور الفوتوغرافية بعنوان ” تحول اليابان بعد الحرب ” ،الذي يعرض تجربة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية وتحولها من دولة مدمرة إلى دولة رائدة في محيطها الأسيوي والعالمي.وقد افتتح العرض من قبل السيد حامد الراوي ، وكيل وزارة الثقافة وسعادة القائم بالأعمال الياباني في العراق السيد ناكوؤكا . وبحضور ياباني وعراقي واسع. جسد هذا المعرض الحقبة بين 1945 و 1964 ، وهي حقبة شهدت تحقيق ما يسمى ” بالتجربة اليابانية ” أو ” المعجزة اليابانية ” . وقد سارت التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على نحو دراماتيكي بإجراء أول انتخابات يابانية شملت حق التصويت للمرأة عام 1946 ، وفي عام 1947 دخل الدستور الياباني موضع التطبيق ، وفي عام 1948 تشكلت محكمة طوكيو لجرائم الحرب ، وفي عام 1951 ، وقعت اتفاقية سان فرانسيسكو للسلام ومعاهدة الأمن بين الولايات المتحدة واليابان ، وفي عام 1952 نالت اليابان استقلالها بانتهاء الاحتلال ، وفي عام 1956 انضمت اليابان إلى الأمم المتحدة ، وانتهاء بعام 1964 ، حققت اليابان العديد من الانجازات : انضمام اليابان إلى منظمة التعاون والتنمية لتصبح قوة اقتصادية ، واستضافت طوكيو الألعاب الاولمبية الصيفية الثامنة عشر ، وبدأ القطار السريع شنكانسن بين طوكيو وأوساكا ، وبحلول نهاية العام ، امتلكت جميع الأسر تقريبا المقدسات الثلاثة لعصر اليابان الحديث : التلفزيونات الأسود والأبيض ، الغسالات الالكترونية والثلاجات . وبذلك تجاوزت اليابان عصر الهزيمة والانكسار واطلعت على الحداثة بمزاوجتها مع التقاليد .
يعكس هذا المعرض مقارنة مهمة مع الحالة العراقية ، فقد شعر الجمهور العراقي بالانبهار بانجاز الشعب الياباني بمدة قياسية لم تتجاوز العقدين ، وهو يرنو بأبصاره لتحقيق نجاح مماثل ، لاسيما وان العراق يمتلك مقومات هذا النجاح . حضر المعرض جمهور واسع من جامعة بغداد ومن المثقفين والفنانين العراقيين ومن المهتمين بالثقافة اليابانية المعاصرة. ومن الجدير بالذكر إن للكلية تعاون واسع مع العديد من المؤسسات الثقافية والجامعية اليابانية ، وقد دشنت نشاطين ثقافيين مع بداية العام الدراسي الجديد وبحضور ياباني .
