افتتحت كليّة الآداب جامعة بغداد كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في العالم الإسلامي ، واقامت ورشة عمل حول استخدام الواقع الافتراضي بعنوان ( لا احد يصغي إليّ ) بالتعاون مع وكالة الأمم المتحدة للهجرة ومنظمة يزدا ، بالتزامن مع ذكرى يوم تحقيق انتصار قواتنا الأمنية والقضاء على تنظيم داعش الإرهابي وذكرى اليوم العالمي لضحايا الإبادة الجماعية في العالم ، وحضرها عدد من الناشطين الدوليين والأساتذة والباحثين على قاعة الادريسي ، وذلك يوم الاربعاء التاسع من شهر كانون الأول الجاري .
وقال الأستاذ الدكتور منير حميد السعدي رئيس جامعة بغداد وممثلاً عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي في كلمته الافتتاحية ( ان من واجب الجامعات تبني موضوعات بناء السلام والتعايش السلمي ونبذ التطرف وخطاب الكراهية وتعزيز قيم المواطنة في المجتمع العراقي ، إذ تهدف سياسة التعليم العالي والبحث العلمي إلى محاربة الأفكار المسمومة والهدامة للتماسك الاجتماعي وصياغة مناهج جديدة تعتمد على حقوق الإنسان ، ومعبراً عن أسفه لما تعرض له اخواننا الأيزيديين من ابادة في هجمات داعش الارهابية ) .

من جانبها أوضحت الأستاذ الدكتورة وسن سعيد عبود عميد كلية الآداب ( ان هذه الجهود المتواصلة على مدى خمس سنوات وبدعم من الوزارة والجامعة ، اسفرت عن حفل الافتتاح هذا اليوم واختيار احد تدريسيي الكلية لهذا التكليف العلمي الدولي ، ويأتي في اطار السعي لمكافحة الأفكار الاجرامية والظلامية وقد اعلنت الأمم المتحدة بأن الجرائم التي تنتهك حقوق الأيزيديين من القوى الارهابية بأنها جرائم ترقى إلى الإبادة الجماعية ، وليعم الأمن في ربوع بلدنا العزيز نحيي الذكرى الثالثة لأنتصارات قواتنا الأمنية على تنظيم داعش الإرهابي ) .
وقد حضر فعاليات الافتتاح الدكتور علي الأديب الوزير الأسبق للتعليم العالي والبحث العلمي .
وقال الأستاذ المساعد الدكتور ليث مجيد حسين رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث وممثلاً عن وزير الثقافة والسياحة والآثار ( يعد هذا الجهد النوعي الثاني لمنظمة اليونسكو في العراق بعد ان تم فتح كرسي حوار الأديان في جامعة الكوفة ، وهذا جهد دولي وعلمي وثقافي لتعزيز دور المنظمة الإنساني في البلد ) .
فيما تحدث الأستاذ الدكتور صلاح فليفل الجابري ممثلاً عن كرسي اليونسكو لدراسات منع الإبادة الجماعية في العالم الإسلامي ( ان المشروع الفكري لمواجهة الإبادة الجماعية في العراق يأتي من طريق فتح مجال الدراسات والبحوث ومعالجة الفجوة الكبيرة في هذا النوع من الدراسات باللغة العربية والانجليزية ، فضلاً عن أهمية مقاربة آثارها السلبية في المجتمع ، وهذا يساعد الشعب العراقي على منع العنف والتطرف والإبادة الجماعية وتشجيع الأجيال الشابة المقبلة على تعزيز مفهوم السلام والتنوع الثقافي من أجل نشر ثقافة التسامح والتعايش الاجتماعي ) .

وعلى الصعيد نفسه قال الأستاذ باولو فونتاني مدير منظمة اليونسكو فرع العراق ( ان محاربة التطرف والتعصب يأتي بالتزامن مع ذكرى اليوم العالمي لضحايا الإبادة الجماعية في العالم ، إذ توجد سبعة مقاعد للإبادة الجماعية على مستوى العالم ، من اجل التعبير عن التراث والثقافات المتنوعة وأهمية التعليم في نشر أفكار المساواة والتعايش السلمي بين المجتمعات العالمي ، وكذلك توظيف وسائط التواصل الاجتماعي في مواجهة الأفكار السلبية والإبادة ، من اجل نبذ التمييز والتعصب وخلق مستقبل وحياة افضل لنا ولأجيالنا ) .
وقد طالبت الآنسة حلا سفيل من شبكة الناجين الأيزيديين ( بالأعتراف الدولي بالإبادة الجماعية ضد الأيزيديين ، ورفع مستوى الوعي بهذا الجانب من الجهات المسؤولة وجعل يوم وطني لمنع هذه الإبادة في بلد آمن يحترم الإنسان وفيه فرص عمل وتعليم وعدالة وازدهار ثقافي ) .
وثم تحدث الأستاذ ريان دي سوزا مؤلف معرض الواقع الافتراضي قائلاً ( ان هذا العمل تم ترجمته من منظمة الهجرة الدولية إلى اللغتين العربية والكوردية للتركيز على معاناة الناجين في المجتمعات المتضررة ونشر الوعي ضد الجرائم الإرهابية ، وبعد مرور قرابة ستة سنوات ، وثم تأتي هذه الورشة لفسح المجال أمام الباحثين من طلبة الدراسات العليا في مجال علم النفس وعلم الاجتماع والتأريخ للإفادة من هذه الدروس في ابحاثهم ) . وقد تفاعل الحاضرون مع ما عُرض في الورشة من مشاهد ، وأبدوا ملحوظاتهم ومداخلاتهم التي أغنتها وأسهمت في اتساع أفقها .

 

 

Comments are disabled.