برعاية الأستاذ الدكتور علي عبد الأمير ساجت، أقام كرسي اليونسكو لمنع الإبادة الجماعية في كلية الآداب بجامعة بغداد ، ندوة فكرية تحدث فيها الأستاذ الدكتور صلاح الجابري أستاذ الفلسفة في كلية الآداب بجامعة بغداد، والأستاذ المساعد الدكتور سعد سلوم أستاذ العلاقات الدولية في كلية العلوم السياسية الجامعة المستنصرية، عن حرب الإبادة الجماعية التي يقترفها الصهاينة بحق الفلسطينيين منذ شهر تشرين الأوَّل الماضي
فصّل الأستاذ الدكتور صلاح الجابري في ورقته: مسوغات الإبادة التي يقترفها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني وابتدأ بالمسوغ الديني المنحرف، وقدم في هذا السياق اقتباسات من نصوص دينية تنسب للديانة اليهودية تدعو إلى قتل الرجال والنساء والأطفال والحيوان، وتهديم العمران، تحظى بقدسية ضالة، وأصّل في هذا المجال عبارة” حيوانات بشرية” التي استعملها وزير الحرب الصهيوني إلى هذا التراث المنحرف، والذي يعد اليهود فقط هم البشر وماسواهم حيوانات بشرية.
كما قدم الأستاذ الجابري بإيجاز المسوغات القومية والحضارية، القائمة على الفوقية التي ورثوها عن العنصرية الحضارية الأوربية، وزاد بمناقشة هذه المسوغات على وفق مقاربات العدالة والأخلاق الإنسانية، وعرج منتقدا البيان المتضامن مع جرائم الصهاينة، الذي أصدره بعض فلاسفة ألمانيا وأبرزهم الفيلسوف البارز ” يورغن هابرماس”
وفي الموضوع ذاته قدم الدكتور سعد سلوم في محاضرته ” الإبادة الجماعية في فلسطين دينامية الذاكرة والنسيان وثنائية الاعتراف والإنكار ضمن أسئلة مثل: لماذا يتم تذكر بعض عمليات الإبادة الجماعية بشكل بارز بينما يتم تجاهل أو إخفاء أو إنكار بعضها الآخر؟ هل تكشف هذه الدينامية مركزية غربية، وتفضح التحيزات المتأصلة، وطرائق المعرفة وعلاقتها بالسلطة، وأنماط التعريف وحدود الظاهرة، والإفتراضات حول الحقيقة، وأخيرا، عمليات التذكر والنسيان؟
وفي هذا السياق قدم إجابة عن السؤال الأساس: لماذا لا تعد حالة فلسطين” النكبة” وما تبعها من جرائم مستمرة، ضمن تاريخ حالات التدمير والإبادات الجماعية؟. مقدمة لقراءة وإعادة كتابة التاريخ العالمي للإبادات الجماعية، وإدخال حالة فلسطين ضمنها.