نوقشت في كلية الآداب قسم التاريخ وعلى قاعة الدكتور صالح العابد اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ(المستشرق برتولد شبولر ودراسته في تاريخ دولة المغول القبيلة الذهبية) للطالبة (وداد عاصم مهدي).

وقد بحثت الاطروحة عن المستشرق الألماني (برتولد شبولر) والذي يعد واحداً من اهم المستشرقين الذين تناولوا بالدراسة والبحث تاريخ المغول بشكلٍ عام، وتاريخ دولة مغول القبجاق بشكلٍ خاص، وتميز بالرصانة والتحليل الدقيق، وكشف اسرار الكثير من التاريخ المجهول للمغول.

وهدفت الدراسة الى التعريف بسيرة المستشرق (برتولد شبولر) الاكاديمية وكفاءته العلمية واللغات التي درسها، فضلاً عن مؤلفاته بشكلٍ عام وما يخص المغول بشكلٍ خاص، والوظائف العلمية التي تقلدها وما حصل عليه من شهادات وجوائز علمية.
كذلك اراءه وتحليله لكيفية نشوء دولة مغول القبجاق (القبيلة الذهبية) وذلك من خلال تقسيم الامبراطور جنكيز خان أراضي الدولة بين ابناءه، ورؤيته للجوانب الإدارية والعسكرية لدولة مغول القبجاق واهم الوظائف والمناصب التي استحدثها حكام هذه الدولة.

وتوصلت هذه الدراسة الى مجموعة من النتائج اهمها:
1. يعد برتولد شبولر في مقدمة المستشرقين سواء الالمان منهم او غيرهم من الاوربيين في وضع دراسة شاملة عن دولة مغول القبجاق (القبيلة الذهبية) من خلال كتابه المتخصص والمعنون (مغول القبيلة الذهبية في روسيا 1223-1505م) والتي ضمت في طياتها مختلف جوانب تلك الدولة من الناحية السياسية والعسكرية والاجتماعية والإدارية والاقتصادية.
2. ساعدت اجادة شبولر للغات المختلفة ولاسيما ذات العلاقة بالواقع الجغرافي لدولة المغول القبجاق مثل اللغة الروسية واللغة العثمانية القديمة واللاتينية على الوصول الى مصادر المعلومات لدراسة لم تكن متاحة لغيره من الباحثين الاخرين.
3. تعد اراء شبولر عن نشأة دولة مغول القبجاق من أكثر الآراء تميزاً وقرباً للواقع وذلك عندما افترض ان نشأة هذه الدولة وتأسيسها وإعلان سيادتها لم يكن بشكلٍ مفاجئ وانما مر بعدة مراحل كانت الاولى مرحلة التمهيد، والثانية مرحلة التأسيس، الثالثة والأخيرة مرحلة السيادة والاستقرار.
4. على الرغم من ان دولة مغول القبجاق استمرت أكثر من ثلاثة قرون، الا ان برتولد شبولر لم يعطِ اهتماماً لحكامها الاواخر في دراسته، وركز فقط على الحكام المؤسسين لتلك الدولة.
5. اعطى برتولد شبولر وصفاً لأحوال دولة مغول القبجاق قلما وجد في الروايات الأخرى التي تناولت تاريخ هذه الدولة، ولاسيما فيما يخص التداول الحضاري المغولي-الإسلامي، نظراً لأن حكام هذه الدولة تبنوا الإسلام ديناً رسمياً لهم، ولكنهم في الوقت ذاته لم يتخلوا عن تقاليدهم وقيمهم المغولية التي ظلت سارية في البلاد التي حكموها.

Comments are disabled.