وسط حضور أكاديمي حاشد قسم الفلسفة ينظم ندوة( أسس المنهج العلمي )


نظمت عمادة كلية الاداب/ قسم الفلسفة ندوة علمية لمجموعة من الباحثين الشباب من أختصاصات علمية وأنسانية مختلفة بعنوان ( أسس المنهج العلمي : كيف نميز بين الحقائق العلمية والعلم الزائف في قاعة مدني صالح  . وتناول الباحث أثيل فوزي موضوع نظرية التطور في العلم والحياة ، وأكد على أهمية المنهج العلمي في حياتنا الثقافية والفكرية ، وأشار الى جوانب نظرية التطور ودور ( الجينوم ) والبيئة في تحديد التطور البايلوجي للأنسان وأوضح أن نظرية التطور لا تعني أنها ضد الأيمان بالضرورة وأنها حقيقة علمية كان قد أسُئ فهم مضامينها كثيراً .
كما قدم الباحث حيان الخياط عرضاً وافياَ لأستبيان يتعلق بنظرية التطور ومدى تعاطي الطبقة المتعلمة والمثقفة معها . وأشار الى أن هناك خللاً كبيراً في فهم النظرية حتى على مستوى النخب المثقفة كما أوضح عبر ورقة ضرورة التمييز بين المعرفة العلمية والثقافة العلمية ، كون الاولى تعني أستحصالها عن طريق المصدر المعرفي كالجامعات و الاخرى تشير الى الوعي الاجتماعي . وتمنى الباحث أن يتم دراسة نظرية التطور بشكل مفصل في المناهج العلمية والانسانية والتربوية كون نتائجها ترتبط بالمجتمع مباشرة وتعد معياراً  للمدنية والتحضر . بعدها عرض الباحث حيان ورقة زميله الباحث عمر سيروان التي تحدث بها عن نظرية التطور ومجالها في تحصين الوعي المجتمعي من امراض الارهاب والعنف والخرافة .
الورقة الرابعة كانت للباحث علي حميد والتي كانت بعنوان ( بين العلم الحقيقي والعلم الزائف ) ميّز فيها بين العلم المستند على المناهج الاستقرائية ، عبر الملاحظة والتجربة والفحص والاحصاء وبيّن وبين أن الكثير من المجالات تستغل الجانب العاطفي والمفاهيم المشوشة والغامضة للأدعاء بالعلمية كالشعوذة والابراج والباراسايكولوجي . واشار في نهاية الورقة أن العلوم لا تمتلك كل الاجوبة للحياة ولكنها تمتلك المنهجية المنطقية لتهذيب المجتمع حضارياً ومدنياً وصولاً الى مجتمع واعٍ علمياً وفكرياً .وبعد ذلك فتح رئيس اللجنة د. جاسم بديوي باب المداخلة والتعليقات فشارك الاساتذة والطلبة بعدة مداخلات قيّمة أضافت للندوة حيزاً علميا نقاشياً تألقت فيه د. أفراح لطفي  ، د. كريم موسى ، د. علي عبود ، د. علي جبار ، الباحث حسن مازن  و اخرون .من اهم النتائج التي خرجت بها الندوة انها دعت المؤسسات التعليمية الى تدريس نظرية التطور لأزالة الألتباس في فهمها كونها لا تتناقض مع الايمان او مع نظرية الخلق ، ودّعت ايضا الى ترسخ المنهج العلمي للتصدي للمحاولات الزائفة التي تلبس لبوس العلم لخداع الناس وايهامهم . ما دّعت الى التواصل مع الجامعة والمجتمع لبلورة صيغة لتسهيل توصيل و ترويج الثقافة العلمية .. وهذا ما دأبت عليه كلية الاداب من ربط الجامعة بالمجتمع وحرصها على تقديم الثقافة العلمية والانسانية وتشجيع الطلبة من أجل خوض غمار البحث العلمي على وفق المنهجيات العلمية الحديثة .

Comments are disabled.