شارك المدرس المساعد غيداق عبد المنعم محمد من قسم التاريخ – كلية الآداب، جامعة بغداد في المؤتمر العلمي الموسوم (ذاكرة الالم في العراق) الذي نظمه كرسي اليونسكو في كلية الآداب – جامعة بغداد بالتعاون مع العتبة العباسية المقدسة، بحثاً بعنوان (نكبة سميل – ذاكرة عراقية متباينة)
اهداف البحث:
هدف البحث إلى فهم الموقفين الرسمي والشعبي في العراق في العهد الملكي تجاه مجزرة سميل، المجزرة التي قامت بها القوات العراقية في شهر آب عام 1933 ضد الاثوريين في محافظة دهوك شمال العراق، بعد اقل من عام على دخول العراق إلى عصبة الأمم. طرح البحث فرضية تحاول اعادة رسم الأحداث للوصول إلى إجابة عن السؤال المركزي: لماذا اختلفت المصادر العراقية في توصيف مجزرة سميل بين الابادة وبين كونها حدثاً داخلياً يرتبط بالصراع السياسي؟ أذ انقسمت المصادر العراقية بين مؤيد للموقف الرسمي المتمثل بالحكومة العراقية واعتبرت ان ما قامت به الحكومة والجيش العراقي ضروري للحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه، وبين معارض للموقف الرسمي ومتبني للمواقف الاثورية ومحملاً الحكومة العراقية لكامل المسؤولية فيما حدث من مجزرة وعمليات قتل.
استند البحث على رؤيتين اكاديميتين: الاولى الاثوريون في العراق 1918-1936 لرياض الحيدري، والثانية نكبة سميل 1933 اسبابها وتأثيراتها المحلية والدولية للدكتور عوديشو ملكو اشيثا، اللذان مثلا رؤيتين متباينتين للموضوع، اعتماداً على المصادر والوثائق العراقية والاجنبية. فهاذا البحث محاولة لإيجاد الخط الدراماتيكي لأحداث سميل التي شكلت “نكبة” للدولة العراقية الفتية عشية استقلالها.
ويناقش البحث مفاهيم مثل “النكبة”، “ابادة جماعية”، “مذبحة”، و “مجزرة”، محاولاً فهم ما حدث بربط احداث هذا الحدث وفقاً للمنهج التحليلي والنقدي للمصادر والوثائق المعاصرة.
استنتاجات البحث:
لعب العامل القومي بشقيه الداخلي (العربي والكردي) والخارجي (التركي) دور كبير في تحريك السياسة الداخلية في البلاد من قبل النخب السياسية التي تنحدر من أصول تركية من جهة او تلك التي تلقت تعليمها او تدريبها العسكري او خدمت في الجيش العثماني. كان لرفض حكومة رشيد عالي الكيلاني كل نصائح وتوصيات الملك فيصل الأول بالتعامل مع القضية الاثورية باللين والحكمة وعدم التهور باتخاذ قرارات متشددة أثر في تنامي الوضع السيئ بين الحكومة والاثوريين. كما لعبت القيادات الاثورية دوراً سلبياً انعكس بصورة سيئة على الوضع الاثوري بشكل عام، سواء كانت القيادة الدينية الممثلة بالمار شمعون او زعماء القبائل الاثورية، اذ حاول المار شمعون ذو الخبرة البسيطة في السياسة قيادة الاثوريين بعيداً عن الواقع الموجود في العراق، لذلك رفضت الحكومة تمسكه بالسلطة الزمنية.