أصدر التدريسي ( الأستاذ أحمد ماجد أحمد )من قسم التاريخ مؤلفًا علميًا جديدًا بعنوان منهجية البحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي، تناول فيه التحولات الجوهرية التي يشهدها البحث العلمي في ظل الثورة الرقمية وتنامي تقنيات الذكاء الاصطناعي. ينطلق الكتاب من فكرة أن المناهج التقليدية لم تعد كافية وحدها لفهم تعقيدات الظواهر المعاصرة، مما يستدعي دمج الأدوات الذكية في مسار البحث العلمي لإنتاج معرفة أكثر دقة وعمقًا.
يتوقف المؤلف أولًا عند الإطار النظري والمنهجي، حيث يعرض ملامح المنهجية العلمية الكلاسيكية القائمة على الاستقراء والاستنباط والتجريب، ثم يقارنها بقدرات الذكاء الاصطناعي الذي يوظف الخوارزميات وتقنيات التعلم الآلي في جمع البيانات وتحليلها، ولا سيما في معالجة البيانات الضخمة (Big Data). ومن هنا يتضح الفارق بين التفكير البشري القائم على الحدس والتأويل، والإمكانات الحسابية الدقيقة للآلة.
كما يناقش الكتاب التحولات البنيوية في خطوات البحث، مثل الأتمتة في الترميز الإحصائي، والنمذجة، واكتشاف الأنماط الخفية، وهو ما يؤسس لانتقال البحث العلمي من جهود فردية محدودة إلى فرق متعددة التخصصات مدعومة بالأنظمة الذكية. ويؤكد المؤلف أن هذه النقلة النوعية ساعدت على تقليص الوقت والجهد وتسريع الوصول إلى النتائج، لكنها في الوقت نفسه أفرزت تحديات أخلاقية ومعرفية تتعلق بمخاطر الاعتماد المفرط على الآلة بما قد يحد من الإبداع البشري.
ويتوسع الكتاب في مناقشة إشكاليات المصداقية والشفافية في النتائج التي تولدها النظم الذكية، مع استشراف مستقبل البحث العلمي الذي قد يشهد نشوء مناهج جديدة كليًا قائمة على المحاكاة الذكية والتجريب الافتراضي. كما يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة مساعدة، بل أصبح عنصرًا فاعلًا في توجيه السياسات البحثية العالمية وتعزيز التعاون العلمي بين المؤسسات.