برعاية السيد عميد كلية الآداب-جامعة بغداد الأستاذ الدكتور علي عبد الأمير ساجت المحترم، وضمن انسجام مع محاور الخطة الاستراتيجية للتربية والتعليم ومحاور استراتيجية الأمن الوطني، نظّمت وحدة التعليم المستمر بالتعاون مع قسم التاريخ في كلية الآداب – جامعة بغداد في يوم الخميس الموافق ١٦ تشرين الاول ٢٠٢٥، ورشةً تدريبية بعنوان: “ترسيخ قيم النزاهة من منظور تاريخي: الفساد بين التجارب العالمية والسياق المحلي”.
قدّمت الورشة الأستاذ الدكتورة وفاء عدنان حميد، بحضور عدد من الطلبة والأساتذة والموظفين من كلية الآداب.
هدفت الورشة إلى فهم الجذور التاريخية لظاهرتي الفساد والنزاهة، من خلال تتبع مسارات الفساد وتطور أشكاله عبر العصور وفي تجارب عالمية متعددة بغية تحديد الأسباب التاريخية لضعف قيم النزاهة في بعض السياقات. وتناولت الورشة تحليلاً للاستجابات التاريخية التي اعتمدتها الدول لمواجهة الفساد سواء عبر التشريعات أو السياسات مع التركيز على الدروس المستفادة من النجاحات والإخفاقات التي رافقت هذه الجهود. وانتهت الورشة إلى أهمية بناء أطر وطنية فعالة في مكافحة الفساد تستند إلى رؤية تاريخية ومعرفة دقيقة بالسياق المحلي مع الاستفادة من أفضل الممارسات الدولية.
وأُختتمت الورشة بمجموعة من التوصيات التي ركزت على أن ترسيخ قيم النزاهة لا يمكن أن يتم دون فهم تاريخها، إذ إنّ النزاهة قيمة أخلاقية ارتبطت بظهور السلطة والدولة منذ أزمنة بعيدة، وشكلت أساساً لضمان الاستقامة في السلوك الإنساني. في المقابل، فإن الفساد يُعد ظاهرة عالمية ضاربة في القدم، تنوعت أشكاله وتفاقمت حدته بتعقّد الهياكل الاقتصادية والسياسية. وقد أجمعت الورشة على أن المعالجة المعاصرة للفساد يجب أن تستند إلى مقاربة شاملة تشمل تطوير أطر قانونية ومؤسسية تعزز الشفافية والمساءلة واسترداد الأصول إلى جانب تفعيل الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد شريطة أن تتناغم هذه الجهود مع الخصوصيات الاجتماعية والتاريخية لكل بلد.
شعبة الاعلام والاتصال الحكومي
كلية الآداب – جامعة بغداد
٢١-١٠-٢٠٢٥
