برعاية عميد كلية الآداب- جامعة بغداد الأستاذ الدكتور علي عبد الأمير ساجت المحترم، نظم قسم علم النفس ورشة عمل بعنوان “الإحصاء والقياس النفسي: آراء وملاحظات”
قدمها الأستاذ الدكتور إبراهيم مرتضى الأعرجي، وذلك بحضور عدد من التدريسيين والباحثين في التخصصات الإنسانية، بالإضافة إلى طلبة الدراسات العليا والأولية، يوم الثلاثاء الموافق ٢١ تشرين الاول ٢٠٢٥.
سلطت الورشة الضوء على عدة جوانب مهمة تتعلق بالإحصاء والقياس النفسي والتربوي، وكيفية توظيفها بشكل إيجابي وفعّال في البحث العلمي. ومن أبرز هذه الجوانب موضوع الخطأ المعياري للقياس، وموضوع التوزيع الاعتدالي والتوزيع المشاهد للبيانات الكمية في البحوث. حيث تمت الإشارة إلى أن الخطأ المعياري للقياس يُعد عنصراً أساسياً في أدوات البحث العلمي، إلا أن العديد من البحوث تغفل عن الإشارة إليه، مما يؤدي إلى أخطاء في تفسير النتائج وتعميمها، وقد يؤثر ذلك بشكل مباشر على صدقية وموثوقية أدوات القياس المستخدمة. كما ناقشت الورشة طرق حساب هذا الخطأ وكيفية التعامل معه إجرائياً.
أما بخصوص التوزيع الاعتدالي والتوزيع المشاهد، فقد تناولت الورشة أهمية اختبار مدى انطباق البيانات المجمعة على التوزيع الاعتدالي، خاصة عند إعداد المقاييس النفسية والتربوية. وأشارت إلى أن كثيراً من الباحثين يعرضون التوزيع المشاهد لبياناتهم دون التحقق من مدى اقترابه من التوزيع الطبيعي، وهو ما يشكل خللاً في تحليل النتائج وتعميمها. وقد عرضت الورشة مجموعة من الطرائق الإحصائية لاختبار هذا الفرق، مدعومة بأمثلة تطبيقية.
وخلصت الورشة إلى مجموعة من التوصيات، تمثلت في التأكيد على ضرورة حساب الخطأ المعياري للقياس في جميع أدوات البحث العلمي، مع الإشارة إليه صراحة عند الكتابة. كما أوصت بضرورة اختبار دلالة الفرق بين التوزيع المشاهد والتوزيع الاعتدالي والإشارة إلى طريقة الاختبار عند إعداد البحوث. وشددت الورشة أيضاً على أهمية إقامة دورات تدريبية متخصصة في حساب الخطأ المعياري واختبار دلالة التوزيع المشاهد مقارنة بالتوزيع الاعتدالي، باستخدام البرامج الإحصائية الحديثة.
وشهدت الورشة مداخلات ونقاشات من الحضور، أسهمت في إثراء الموضوع وصياغة التوصيات بشكل عملي يعزز من جودة البحث العلمي في هذا المجال الحيوي.