نظمت كلية الآداب في جامعة بغداد مؤتمرها العلمي السنوي بعنوان ( الشيخ الآصفي : نتاجه العلمي والفكري ) بالتعاون مع بيت الحكمة وجامعة النهرين وكلية العلوم الإسلامية ، وذلك على قاعة الإدريسي يوم الاحد الموافق للحادي عشر من شهر تشرين اول الماضي .

وافتتحت وقائع اعمال المؤتمر العلمي بكلمة الدكتور وليد الحلي مستشار رئيس الوزراء لشؤون التعليم شملت على ( استذكار لمسيرة الشيخ الآصفي رحمه الله ومواقفه السياسية الواضحة من النظام المباد عن طريق مؤلفاته في مجال الفقه والعقائد وعلوم القرآن وفلسفة الدين وفلسفة الأخلاق والعرفان والفكر السياسي الحركي والنظام السياسي الإسلامي وكذلك عمله كأستاذ للفلسفة اكثر من خمسة عشر عاماً في كلية اصول الدين بعد حصوله على الماجستير من جامعة بغداد وكلية الفقه في النجف الأشرف ، فضلا عن اهتمامه بالأيتام والمهجرين والمعوزين ) .
وأكد الأستاذ الدكتور صلاح الجابري عميد كلية الآداب في كلمته (اضغط هنا للتحميل)
وعلى صعيد متواصل اوضحت كلمة سماحة اية الله السيد مجتبى الحسيني القاها نيابة عنه السيد ابو علي البهبهاني مدير مجمع أهل البيت ( ان وعي الأمة واحترام رموزها وان يقرن القول بالفعل لتأكيد سلامة الخطاب ، وكان أهم ما يميز العلّامة الآصفي هو تواضعه الجم وأخلاقه العالية، وانطباق وعضه ونصائحه وإرشاداته مع تفكيره وسلوكه وأسلوب حياته. ولذا كان انموذجاً للداعية والمفكر  والسياسي الإسلامي الحقيقي ) .
وأشارت كلمة الدكتور عبدالمحسن الموسوي وهو احد المعاصرين للشيخ الآصفي الى ( اتسام حياته العامة وسلوكه بالزهد على الرغم من وضعه الديني والعلمي والسياسي والاجتماعي ، الذي يسمح له أن يكون من الأثرياء وأصحاب المظاهر ولكنه فضّل أن يعيش عيشة الفقراء الذين كان يحبهم ويرعاهم ويخدمهم بنفسه ) .
وفي السياق ذاته عقدت الجلسة العلمية برئاسة الدكتور احسان الأمين رئيس مجلس امناء بيت الحكمة ومقررية الدكتور محمد وليد من جامعة بغداد / كلية الآداب ، وقد شملت الأبحاث المقدمة على بحث للدكتور عبدالإله نعمة الشبيب من جامعة الكوفة / كلية الفقه بعنوان ( الشيخ الآصفي حركة مباركة في الأمة ) ، وبحث للدكتور احمد عبدالرضا الحسيني من جامعة بغداد / كلية الآداب بعنوان ( التقريب بين المشتركات والإختلافات .. قراءة في الأناسة الإسلامية : الشيخ محمد مهدي الآصفي انموذجاً ) ، وبحث مشترك بين الدكتور احمد نعمة حسن الصحاف والدكتور رسول مطلق محمد من جامعة بغداد / كلية الآداب بعنوان ( الدين والحيز الاجتماعي .. المنتمي واللامنتمي : مقاربة لدور الدين في فكر العلّامة الآصفي ) ، وبحث مشترك بين الدكتور باسم محمد حسين والدكتور عمار باسم صالح من جامعة بغداد / كلية العلوم الإسلامية بعنوان ( جدلية اللاعنف في الفكر السياسي عند العلّامة الآصفي ) ، وبحث للدكتور محمد علي عبدالأمير حسن من جامعة بغداد / كلية اللغات بعنوان ( الوحدة الوطنية في مفهوم الشيخ الآصفي ) ، وبحث للسيد عامر صالح علي من جامعة بغداد / كلية التربية ابن رشد للعلوم الإنسانية بعنوان ( الآصفي في سطور ) .
وبعد عرض المداخلات اختتمت فعاليات المؤتمر بتوصيات قرأها الأستاذ الدكتور سلام عبدعلي العبادي رئيس اللجنة التحضيرية والتي أكدت على ( أهمية الإفادة من مؤلفات الشيخ الآصفي وتشجيع طلبة الدراسات العليا على توثيق سيرته في ابحاثهم والكتابة عن منهجه العلمي ، فضلا عن تعميق التواصل الثقافي والفكري بين الحوزة العلمية والجامعة ، وكذلك تناول دعاة التقريب ووسائل الإعلام واعتماد نتاجات الشيخ الآصفي في المناهج الدراسية ) .
ومن الجدير بالذكر ان الشيخ محمد مهدي الآصفي من مواليد النجف الأشرف عام 1939 من اسرة علمية ودرس على يد السيد محسن الحكيم والسيد الخوئي والإمام الخميني ( رضوان الله تعالى عليهم ) غادر البلد للظروف السياسية في منتصف السبعينات من القرن الماضي وانتمى الى حزب الدعوة الإسلامية عام 1962 وأصبح من ملاكاته المتقدمة ، توفى في مدينة قم المقدسة في الرابع من شهر حزيران الماضي عن عمر ناهز السادسة والسبعين عاماً ودفن في مقبرة وادي السلام بالنجف الأشرف .


 

Comments are disabled.