برعاية السيد عميد كلية الآداب الأستاذ الدكتور علي عبدالأمير ساجت وإشراف رئيس قسم الآثار الأستاذ المساعد الدكتور أنمار عبدالإله فاضل، وبالتعاون مع وحدة الشؤون العلمية، نظم قسم الآثار بكلية الآداب في جامعة بغداد زيارة علمية إلى مدينة بغداد الشرقية الأثرية، شارك فيها أساتذة وطلبة الدراسات الأولية والعليا .
تهدف الزيارة العلمية الميدانية إلى مدينة بغداد الشرقية الأثرية والتي شرع في بناءها أبو جعفر المنصور بعد إكماله بناء بغداد سنة ١٤٠ للهجرة الموافق ٧٥٧ ميلادية، والتي اتخذها عاصمة للدولة العباسية الناشئة والتي أطلق عليها (مدينة السلام) لتكون مركزا إداريا وعسكريا له ولإتباعه، ومن هنا بدأت مرحلة بناء الجانب الشرقي من قبل المنصور كما جاء في الطبري: (بنى المنصور الرصافة، وعمل لها سورا وخندقا وميدانا وبستانا، وأجرى لها الماء)، وكذلك تسليط الضوء على تسمية هذه المدينة والتي عرفت بمعسكر المهدي نسبة إلى محمد المهدي ابن المنصور، والذي قام فيما بعد بإنشاء قصر منيف ومسجد جامع، حينها رغب الناس في السكن فيها وسميت بالرصافة، وأخذت دورها الحضاري حتى توسع العمران فيها وتنوعت العمائر بين دينية وتعليمية وسكنية وخدمية.
أما أهم ما جاءت به هذه الزيارة العلمية الميدانية من نتائج: هي تعريف طلبة الدراسات الأولية والعليا على أهمية بغداد (مدينة السلام) عاصمة الحضارة الإسلامية، والتي شغلت صفحات التاريخ بما وصلت إليه من التطور والإزدهار، حتى أصبحت قبلة لطالبي العلم والعلماء في شتى العلوم والفنون، ليغترفوا من مناهل علومها، فضلا عن معرفتهم بالوسائل الدفاعية وتعددها في هذه المدينة، وكذلك الأساليب العمارية والفنية المنفذة، وعن دور المطراقي الذي صور لنا تخطيطا لتلك المدينة التي توسدت ضفاف نهر دجلة، موضحا تخطيطها العام وأسوارها ودروبها وعمارتها.
وفي ختام الزيارة العلمية قدم الوفد الزائر شكره وتقديره لدائرة الآثار المشرفة على هذا المعلم الأثري لحسن الإستقبال، وكذلك قدم شكره إلى المرشدين السياحيين الذين رافقوا وفد كلية الآداب.