نوقشت في قسم الآثار بكلية الآداب – جامعة بغداد، أطروحة الدكتوراه الموسومة: تخطيط وعمارة المباني الأثرية والتراثية الإسلامية في قضاء كفري حتى سنة (1369هـ/1950م)، المقدَّمة من الباحث ماهر عبدالله خضير.
الأهداف:
هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على المباني الأثرية والتراثية الإسلامية في قضاء كفري من خلال دراسة ميدانية تحليلية تُبرز أهميتها التاريخية والمعمارية، بوصفها تمثّل جزءاً أصيلاً من الهوية الثقافية والموروث الحضاري للمدينة. وسعت إلى تحديد أبرز التحديات التي تواجه هذه المباني، واقتراح الحلول والمعالجات المناسبة للحفاظ عليها، بما يضمن استدامتها وتوظيفها في تعزيز الوعي الثقافي والمعرفي لدى المجتمع، والمساهمة في رسم السياسات التراثية الهادفة إلى الحفاظ على الإرث العمراني المحلي.
النتائج:
أظهرت الدراسة أن دراسة التراث المعماري تُعَدّ ركناً أساسياً في البحوث الأكاديمية، إذ تسهم إسهاماً فاعلاً في رسم السياسات الأثرية والتراثية الرامية إلى الحفاظ على الأبنية التاريخية وسبل التعريف بها، بما يفتح آفاقاً علمية جديدة في المجال المعرفي ويسهم في النهوض بالواقع الثقافي للمجتمع. وتُعد هذه الدراسات حلقةً ضمن سلسلةٍ حضاريةٍ طويلة تسهم في رفع المستوى السياحي والثقافي في البلاد.
وحُددت مواقع المباني التراثية في قضاء كفري باستخدام نظام تحديد المواقع (G.P.S)، وتوثيقها بالصور باستخدام كاميرات حديثة، إلى جانب إعداد مخططات هندسية لجميع المباني بغية التوصل إلى أبرز السمات العمرانية والفنية التي تميزها.
وبيّنت الدراسة أن التراث المعماري في مدينة كفري دليلٌ واضحٌ على أن المدينة ذات بُعدٍ تاريخي غنيٍّ بالشواهد الأثرية والإرث الاجتماعي والحضاري، وأن هناك روابط وصلات مشتركة في الأساليب البنائية بين أغلب المدن التاريخية. فالعمارة – بوصفها سلسلة من الأفكار المتجددة – تخضع لظروف مناخية وطبوغرافية واجتماعية، تهدف إلى تحقيق أقصى درجات المنفعة مع تقليل الجهد والنفقات.
وأوضحت النتائج أيضاً أنه من خلال دراسة العمائر الأثرية والتراثية في المدينة، أمكن التعرف على تاريخها وأنماطها العمرانية والفنية، والكشف عن الترابط بين العمائر على اختلاف وظائفها، ومدى تفاعل الناس معها، سواء أكانوا من السكان المحليين أم من الوافدين. وأظهرت الدراسة أن تبادل الثقافات والخبرات أسهم في تطور الحركة العمرانية وتنوّع العناصر التخطيطية والعمارية في مدينة كفري.
