ناقشت كلية الآداب في جامعة بغداد في قسم علم النفس، يوم الثلاثاء الموافق الثامن والعشرين من تشرين الثاني عام ٢٠٢٥، رسالة الدبلوم المعادل للماجستير الموسومة “قلق السعي إلى المكانة وعلاقته بالرضا الوظيفي لدى الموظفين”، التي تقدّمت بها الباحثة رنا نعيم أحمد.

هدفت الدراسة إلى التعرف على مستوى قلق السعي إلى المكانة لدى الموظفين، والكشف عن الفروق الإحصائية فيه تبعاً لمتغيرات الجنس، ومدة الخدمة، والتحصيل الدراسي، والحالة الاجتماعية، فضلاً عن التعرف على مستوى الرضا الوظيفي لدى الموظفين، والفروق الإحصائية فيه تبعاً للمتغيرات نفسها، وكذلك تحديد طبيعة العلاقة الارتباطية بين قلق السعي إلى المكانة والرضا الوظيفي.

وتوصلت الدراسة إلى أن أفراد عينة البحث يتمتعون بدرجة مرتفعة من قلق السعي إلى المكانة، وأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في هذا القلق تبعاً لمتغير الجنس، في حين ظهرت فروق ذات دلالة إحصائية تبعاً لمتغير مدة الخدمة وكانت لصالح الموظفين الذين تراوحت مدة خدمتهم بين (1–10 أعوام). كما تبين وجود فروق ذات دلالة إحصائية تبعاً لمتغير التحصيل الدراسي لصالح حملة الشهادات العليا مقارنة بحملة شهادة البكالوريوس. وأظهرت النتائج أن عينة الدراسة تتمتع بمستوى عالٍ من الرضا الوظيفي، وأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية فيه تبعاً لمتغير الجنس، إلا أن فروقاً ظهرت تبعاً لمدة الخدمة لصالح الموظفين ذوي الخدمة من (1–10 أعوام)، وكذلك تبعاً للتحصيل الدراسي لصالح حملة الشهادات العليا. كما كشفت الدراسة عن وجود علاقة ارتباطية طردية بين قلق السعي إلى المكانة والرضا الوظيفي، أي أن ارتفاع مستوى القلق المرتبط بالسعي إلى المكانة يقترن بارتفاع مستوى الرضا الوظيفي لدى الموظفين.

وخلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات والمقترحات، من أبرزها ضرورة توفير بيئة عمل داعمة نفسياً تسهم في تقليل مستويات القلق المرتبط بالسعي إلى المكانة، والعمل على تعزيز ثقافة التعاون والعمل الجماعي، والحد من مظاهر المنافسة السلبية داخل بيئة العمل. كما أكدت أهمية تشجيع نظم التقدير الداخلي التي تركز على الإنجاز الذاتي والنمو الشخصي، بدلاً من الاعتماد المفرط على مظاهر المكانة الخارجية مثل الترقيات والمناصب، لما لذلك من أثر في رفع مستوى الرضا الوظيفي. ودعت الدراسة إلى تفعيل وحدات الدعم والإرشاد النفسي المهني داخل المؤسسات لتقديم المساندة النفسية للموظفين الذين يعانون من مستويات مرتفعة من القلق المرتبط بالمكانة.

كما أوصت بإجراء دراسات مستقبلية تتناول متغيرات وسيطة مثل نمط الشخصية، ومستوى الدعم الاجتماعي، والضغوط المهنية في العلاقة بين قلق السعي إلى المكانة والرضا الوظيفي، فضلاً عن تنفيذ بحوث مقارنة بين القطاعات المختلفة، الحكومي والخاص والتطوعي، للتحقق من الفروق في طبيعة العلاقة المدروسة تبعاً لطبيعة المؤسسة. وأشارت أيضاً إلى أهمية إجراء دراسات نوعية تعتمد المقابلات المتعمقة أو مجموعات التركيز لفهم الأبعاد النفسية والتجريبية لقلق السعي إلى المكانة من منظور الموظفين أنفسهم.

وقد أُجيزت الرسالة بتقدير (جيد جداً عالٍ).

 

Comments are disabled.