ناقشت كلية الاداب- جامعة بغداد في قسم علم الاجتماع اطروحة الدكتوراه الموسومة “رأس المال الفكري وبناء الدولة العراقية المعاصرة دراسة اجتماعية تحليلية” للباحث ضياء عادل رشيد.
تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين رأس المال الفكري وبناء الدولة في العراق المعاصر، من خلال تحليل دور المعرفة والقدرات البشرية في تطوير مؤسسات الدولة وتعزيز الهوية الوطنية. وتسعى إلى فهم الآليات التي تعتمدها الدولة والمؤسسات السياسية في تنمية رأس المال الفكري واستثماره في مجالات صنع القرار والإدارة والتنمية، وتشخيص أبرز التحديات التي تواجه هذا الاستثمار في ظل التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدها العراق بعد عام 2003. كما تهدف إلى إبراز أهمية الفكر والعقل كمصدرٍ من مصادر القوة الوطنية، وإثبات أن بناء الدولة لا يتحقق إلا من خلال بناء الإنسان وتمكينه فكرياً وعلمياً.
وتوصلت الدراسة إلى أن هناك قصوراً واضحاً في استثمار رأس المال الفكري، تمثّل في تهميش الكفاءات وتغليب الولاءات السياسية على الأسس المهنية، فضلاً عن غياب البيئة المؤسسية الداعمة للإبداع وتراجع البحث العلمي وهجرة العقول، ما أدى إلى تعطيل دور النخب الفكرية الحقيقية في بناء الدولة. كما بيّنت أن انقسام الهوية المعرفية للفرد العراقي بين الحداثة والتقليد، وغياب العدالة في توزيع الفرص والموارد، قد أضعفا فاعلية رأس المال الفكري في تطوير الدولة ومؤسساتها.
وأوصت الدراسة بضرورة تبنّي استراتيجية وطنية شاملة لتطوير رأس المال الفكري بوصفه محوراً أساسياً في عملية البناء والتنمية، مع إعادة الاعتبار للكفاءات العلمية والفكرية وتمكينها من المشاركة في صنع القرار، وتهيئة بيئة مؤسسية محفّزة للبحث والإبداع، وتعزيز العدالة المعرفية، والحد من هجرة العقول، بما يسهم في ترسيخ هوية معرفية وطنية متوازنة بين الأصالة والحداثة، وقادرة على دعم مسار الدولة العراقية الحديثة.

