ناقشت كلية الآداب- جامعة بغداد في قسم علم الاجتماع رسالة الماجستير الموسومة” المساهمة الجنائية في صناعة المحتوى الهابط / دراسة ميدانية” للباحثة هند مشكور محمد” يوم الثلاثاء الموافق ٢-١٢-٢٠٢٥.
تمحورت أهداف هذه الدراسة حول تحقيق فهم عميق لظاهرة المحتوى الهابط في المجتمع العراقي، في ظل التحول الرقمي المتسارع. وهدفت إلى بيان وتحليل الدوافع الاجتماعية والاقتصادية الكامنة وراء إقدام بعض الأفراد على صناعة ونشر هذا النوع من المحتوى، الذي يروج للتفاهة ويخل بالقيم المجتمعية، وسعت إلى الكشف عن طبيعة الآثار الاجتماعية والثقافية والسلوكية التي يعكسها صانعو هذا المحتوى على نسيج المجتمع العراقي وقيمه. كما اهتمت الدراسة، فضلاً عن تشخيص الأسباب التي تدفع شرائح واسعة من الجمهور إلى متابعة واستهلاك المحتوى الهابط. وأخيراً، قيّمت مدى فاعلية وكفاية الإجراءات القانونية والرقابية الحالية التي تتخذها الجهات المختصة للحد من انتشار هذه الظاهرة المتنامية.
توصلت الدراسة الى نتائج متعددة أهمها:
أظهرت الدراسة أن ظاهرة المحتوى الهابط منتشرة بشكل واسع ومقلق في العراق، وتهدد القيم الاجتماعية. وأن الدافع الرئيسي لإنتاجه هو السعي لتحقيق الشهرة السريعة عبر جذب الانتباه. كما خلصت إلى أن جزءاً كبيراً من هذا المحتوى مُنظم ومدفوع من جهات معينة، مما يجعله شكلاً من أشكال الغزو الثقافي. وتبين أن منصة “تيك توك” هي الأكثر استخداماً لنشره بسبب ضعف الرقابة عليها، وأن منتجي هذا المحتوى لا يهتمون عمومًا بالقيم الاجتماعية أو الدينية السائدة.
توصي الدراسة بضرورة قيام الجهات الحكومية والمعنية بحملات توعوية ودعم المحتوى الهادف، وأن تقوم الجامعات بدورها في التثقيف الرقمي. كما تؤكد على حاجة البرلمان وجهات التشريع إلى سن قوانين حديثة ومتخصصة تحد من هذه الظاهرة، مع وضع تعريف قانوني واضح للمحتوى الهابط. وأخيراً، توصي باستحداث محكمة قضائية متخصصة بالنظر في القضايا والمشكلات الرقمية لمعالجة هذه الجرائم بشكل فعال وسريع.
