نوقشت بقسم الاثار في كلية الاداب جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة بـ(نصوص اقتصادية من سلالة اور الثالثة (مصادرة)) للطالبة نور حميد حسون وذلك يوم الاحد الموافق 16/ 12 /2018 على قاعة طه باقر وتألفت لجنة المناقشة أ. د.باسمة جليل عبد رئيساً وعضوية كل من أ.م. د. سجى مؤيد عبداللطيف عضواً ومشرفاً و أ. د. خالد سالم اسماعيل عضواً و أ.م. د.سعد سلمان فهد عضواً.
تهدف الرسالة الى دراسة نصوص اقتصادية من سلالة اور الثالثة حيث شهدت بلاد الرافدين تقدما ملحوظا في العصر السومري الحديث في جميع ميادين الحياة المتنوعة الاقتصادية والسياسية والدينية , يعد الاقتصاد العمود الفقري لحياة المجتمعات وتكوين وتطور الحضارة فهو الركن الاساسي الذي يوفر للإنسان متطلبات المعيشة والنهوض بالواقع من مرحلة الى اخرى تكون اكثر رفاهية ونضوج. وان الحياة الاقتصادية في بلاد الرافدين كانت قائمة بالدرجة الأساس على الزراعة والثروة الحيوانية ومنتجاتهما ، وعلى الصناعة والتجارة بالدرجة الثانية ، حيث كانت الزراعة والثروة الحيوانية هي عصب الحياة لمجتمع بلاد الرافدين في اغلب العصور التاريخية ، ولم تتوقف النشاطات الاقتصادية الأخرى فقد مارس الإنسان الصناعة واهتم بالحرف الصناعية وأتقنها وكانت عدد من الصناعات قد اعتمدت على الزراعة والثروة الحيوانية ، واهتم الإنسان بالتجارة وقام بإيصال منتجاته الزراعية والصناعية الى البلدان المجاورة ، واستورد الكثير من المعادن والأحجار والمواد الأخرى التي تفتقر اليها بلاد الرافدين , شهدت بلاد الرافدين في عصر السومري الحديث (2112 – 2004 ق. م) وخلال مدة حكم الملوك الخمسة الذين تعاقبوا على الحكم فيه، ازدهاراً وتقدماً كبيرين في جوانب الحياة المختلفة، لا سيما السياسية منها والإدارية والاقتصادية والعمرانية والأدبية والاجتماعية وغيرها، وكانت سياسة الملوك السومريين انذاك وهم كل من (اور- نمـو وشولكي وولديه امارسين وشوسين واخيراً ابي سين)، تقوم على المركزية في ادارة شؤون الدولة، ويعد الباحثون المختصون في الحضارة السومرية هذه السلالة بحق “عصر النهضة السومرية” علماً انها اخر سلالة سومرية حكمت في تاريخ بلاد الرافدين.
اذ امتاز عصر سلالة اور الثالثة بكثرة النصوص المسمارية، التي تم العثور عليها سواء عن طريق التنقيبات العلمية المنظمة ام تلك التي وردت عن طريق الحفر غير الشرعي (اعمال النبش) التي طالت المدن والمواقع الاثرية في عموم العراق، وكانت الغالبية العظمى من تلك النصوص ذات مضامين اقتصادية متنوعة،
تتجلى اهمية دراسته النصوص المسمارية، بشكل عام، نظراً لدورها الكبير والواضح في معرفة الكثير من امور الحياة اليومية السياسية والعسكرية والدينية والاقتصادية وغيرها، وقد تعلق الامر بالجوانب الاقتصادية، فقد مارس سكان بلاد الرافدين نشاطات اقتصادية متنوعة، شملت الجوانب الزراعية والتجارية والصناعية، اذ باتت تلك النصوص المسمارية اهم واغنى مصادر معلوماتنا عن النظم والنشاطات الاقتصادية في بلاد الرافدين.