نوقشت بقسم التاريخ في كلية الاداب جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة بـ(وسائل المغول السياسيّة في إدارة الحروب والصَّراعات (600-736هـ/1203- 1335م)) للطالبة اسراء كريم رحم وذلك يوم الاحد الموافق 23/ 12 /2018 على قاعة الادريسي وتألفت لجنة المناقشة أ. د.عباس عبدالستار عبدالقادر رئيساً وعضوية كل من أ. د. عبد الرحمن فرطوس حيدر عضواً ومشرفاً و أ.م. د. عمار مرضي علاوي عضواً و أ. د.وفاء عدنان حميد عضواً .

تهدف الرسالة الى دراسة الموضوع المعنون ( وسائل المغول السياسية في إدارة الحروب والصراعات 600-736ه / 1203-1335م) ، وأهمية الموضوع تكمن في أن المغول الذين ظهروا للعالم فجأة في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي بوصفهم قوة عسكرية جبارة لم يكن للدول الأخرى القائمة حينئذ الوقوف بوجهها أو التصدي لها ، فمن خلال ما امتلكوه من منظومة حربية متكاملة قائمة على إثارة الرعب والقتل والتدمير استطاعوا في حقبة وجيزة من احتلال أراضي واسعة وأسقطوا ممالك وبلداناً كانت تفوقهم حضارة ورُقياً، وأكثر عدداً منهم أضعافاً مضاعفة.

وتأتي أهمية موضوع الرسالة لكونه يناقش بالدراسة والتحليل مسألة هل أن ما حققه المغول من انتصارات متتالية في حروبهم وتأسيسهم لإمبراطورية مترامية الأطراف كانت نتاجاً لما امتلكوه من منظومة حربية متكاملة قلَ نظيرها ، وما اتصفت به هذه المنظومة من الضبط والانضباط الداخلي ، أو ما عرفت به من استخدام كل وسائل البطش والقسوة والتدمير ضد أعدائها ، أم كانت هناك لهم وسائل أخرى سهلت من عمل آلتهم الحربية الجبارة وساهمت معها بشكل مباشر في تحقيق ما كانوا يسعون إليه.            

ونحن نفترض في هذه الرسالة أن المغول لم يكونوا مجرد جموعاً بربرية كانت تتحرك في كل اتجاه في المعمورة وهمها الأول القتل والتدمير دون هدف أو تخطيط محكم كما يصورهم البعض ، بل من خلال الدراسة والتحليل على وقائع العمل العسكري المغولي ولاسيما ما قاموا به في العالم الاسلامي يتبين أن ما حققه المغول من انتصارات في حروبهم ، لم يكن للقوة العسكرية المجردة وحدها الدور الرئيس في ذلك ، وإنما تمكنوا من إخضاع كثير من البلاد والممالك الواسعة من خلال استخدامهم للوسائل السياسية كإيفاد السفارات وبعث الرسائل وعقد التحالفات وعوامل مساعدة أخرى دون الحاجة إلى استخدام القوة العسكرية المباشرة والتي استخدموها في كثير من الأحيان بوصفها وسيلة ضغط تسهل من تحقيق أهدافهم السياسية.

وعلى هذا الأساس تم اختيار هذا الموضوع لكوننا لا نستطيع تجاوز الوسائل السياسية التي أدت دوراً بارزاً وفعالاً في حروبهم وصراعاتهم العسكرية والسياسية مع حكام الدول الإسلامية بدءاً من الدولة الخوارزمية وصعودا إلى دولة سلاجقة الروم والإسماعيلية ثم الخلافة العباسية والأيوبيين في بلاد الشام والمماليك في مصر. لذلك سيكون الموضوع محصوراً بالوسائل السياسية والإدارية بغض النظر عن الوسائل الحربية المتمثلة بالعدد والعدة ومع ذلك لم نهملها أيضا إذ كان لها جزء كبير في محور رسالتنا.

وإن أحداً من أهم أهداف هذه الرسالة هو معرفة السر الذي يكمن وراء تحقيق المغول لكل هذه الانتصارات العسكرية في حروبهم وسيطرتهم على هذه  الأراضي الواسعة ؟ وهل كان الجيش المغولي يعتمد على القوة وحدها أم أن هناك وسائل أخرى ساهمت في هذا التفوق ؟ ونفترض في هذه الرسالة أن المغول بجانب نجاحهم العسكري استخدموا الوسائل السياسية والإدارية والتي أسهمت بشكل كبير في نجاحهم لإدارة الحروب والصراعات التي خاضوها لعقود متواصلة  .

أما عن أسباب تحديد هذه المدة الزمنية ( 600- 736ه / 1203- 1335م ) ، وذلك لتكون دراسة عامة وشاملة من بداية تأسيس الإمبراطورية المغولية حتى نهاية دولة الإيلخانيين أهم الدول المغولية في المشرق الإسلامي.

وقد واجهتنا عدة صعاب تمثلت بندرة المصادر الأصيلة التي تبحث في تاريخ الدولة المغولية بشكل عام ومفصل ، فقد كانت تلك الصعوبات متمثلة في البحث بين أسطر هذه الكتب لإيجاد وسائل سياسية استخدمت في حروبهم وتسليط الضوء عليها ، فضلاً عن أن معظم هذه المؤلفات والتي تخص التاريخ المغولي كانت مدونة باللغة الفارسية والأجنبية .                         

Comments are disabled.