نوقشت بقسم التاريخ في كلية الاداب جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة بـ(احمد إسماعيل علي ودوره العسكري والسياسي في مصر (1917 – 1974)) للطالب حيدر عبدالامير حسن وذلك يوم الاثنين الموافق 2/ 1 /2019 على قاعة مدني صالح وتألفت لجنة المناقشة أ. د.محمود عبدالواحد القيسي رئيساً وعضوية كل من أ. د. انعام مهدي علي سلمان ومشرفاً و أ. د. سمر رحيم عضواً و أ.م. د. انس ابراهيم خلف عضواً .
تهدف الرسالة الى دراسة تاريخ مصر الحديث والمعاصر بكل جوانبه إلا ان هناك جوانب أخرى لم يتم التطرق لها بالشكل الكافي، ومنها بعض الشخصيات المصرية التي كان لها دور عسكري وسياسي تجلى بشكل واضح في قضية الصراع مع “إسرائيل”، أذ ان دراسة الشخصيات تعد عاملاً مهماً في كشف العديد من الحقائق التاريخية التي لم تتناولها الدراسات التاريخية بالتفصيل، ومن هؤلاء احمد إسماعيل الذي يعد واحداً من خيرة ما انجبت المؤسسة العسكرية المصرية، أذ انه من اوئل العسكريين التكنوقراط، حيث كانت هذه المؤسسة يسودها المنسوبية والمحسوبية في تولي المناصب العسكرية، الامر الذي أدى الى العديد من الهزائم العسكرية في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، الا ان تولي أنور السادات الحكم عام 1970 فقد حرص على تعيين اشخاص يتسمون بالكفاءة والمهنية، وهذا ما دفعه الى تعيين احمد إسماعيل منصب رئيس المخابرات ومن ثم وزارة الدفاع ليكون القائد الفعلي والمخطط الحربي لحرب تشرين الأول عام 1973، خاصة وانه كان يؤمن بأمكانية التفوق على “إسرائيل” اذا خططت مصر للحرب بشكل صحيح.
وحين ترتبط الأحداث والتطورات التاريخية بشخصية معينة، فان تلك الأحداث والتطورات تأخذ بعدها السياسي والعسكري من سمات تلك الشخصية، وتترك اثراً واضحاً في دوره بتلك الاحداث، إذ كانت شخصيةً احمد اسماعيل لها وزنها ومكانتها و تاثيرها في مصر وخارجها، الامر الذي ادخله في خلافات واسعة داخل المنظومة العسكرية والسياسية في البلاد تمثلت في احد وجوهها محمد فوزي الأمر الذي أفضى إلى عزله وأبعاده عن المؤسسة العسكرية، فضلاً عن خلافهُ مع سعد الدين الشاذلي الذي كانت له تداعيات خطيرة على حرب تشرين الأول 1973.
أثيرت العديد من تساولأت خلال ثنايا الرسالة حاولنا الإجابة عنها بموضوعية، منها هل كان احمد إسماعيل جديراً بالمناصب التي كلف بها؟ وكيف كانت علاقته مع الرؤساء الذين تولوا الحكم في مصر خلال سنوات حياته العسكرية؟ لماذا كان يقع اختيار الرئيس جمال عبد الناصر عليه في المواقف الصعبة؟ ويبعده عن المنصب بعد ذلك؟ وقد حدث ذلك مرتين خلال عمله في عهد الرئيس جمال عبد الناصر ما سبب هذه الازدواجية بالتعامل مع احمد اسماعيل؟
ثم حاولنا الإجابة عن عدد من التساؤلات عن تولي احمد إسماعيل مناصب عدة خلال حقبة معينة من سنوات حكم الرئيس أنور السادات، اذ كان احمد إسماعيل في طليعة من اختارهم الرئيس أنور السادات لتولي أكثر من منصب، هل كان الرئيس أنور السادات يقدر كفاءة وحنكة احمد إسماعيل العسكرية اكثر من الرئيس جمال عبد الناصر؟ وهل كان لصداقة دور في هذا الاختيار؟ أم ان كفاءته هي التي رجحت كفة الترشيح؟ ما السبب في اختيارهُ رئيساً لجهاز المخابرات ومن ثم وزيراً وقائداً لحرب تشرين الأول 1973؟ ما هي الأسس التي استند عليها الرئيس أنور السادات في هذا الاختيار؟ كما تعرضنا الى طبيعة الخلاف بين احمد اسماعيل وسعد الدين الشاذلي ولماذا تفاقم هذا الخلاف وتطور قبل حرب تشرين الاول واثنائها وبعدها؟ هل كان خلافاً شخصياً؟ أم اختلاف وجهات نظر عسكرية وستراتيجية؟ وهل كان سعد الدين الشاذلي محقاً في ما ادعى على احمد إسماعيل؟ حاولت الرسالة الإجابة عن هذه التساؤلات مع التركيز على دور احمد إسماعيل العسكري والسياسي في مصر خلال المدة (1952-1974)، لانها مثلت ذروة نشاطهُ العسكري والسياسي وخصوصاً في حرب تشرين الأول 1973.