نوقشت بقسم الاثار في كلية الاداب جامعة بغداد رسالة الماجستير الموسومة بـ(النقود الجلائرية في العراق 740-835هـ/1339-1431م دراسة أثرية فنية) للطالب علب عبد العباس وذلك يوم الخميس الموافق 73/ 1 /2019 على قاعة طه باقر وتألفت لجنة المناقشة أ. د.رفاه جاسم حمادي رئيساً وعضوية كل من أ. د. ناهض عبدالرزاق دفتر عضواً ومشرفاً و أ. د. زين العابدين موسى جعفر عضواً و أ.م. د. حيدر فرحان عضواً.
تهدف الرسالة الى دراسة النـقــود التي تعتبر دوراً هــامــاً في حياة المجتمعات كـونــها عصــب الحياة الاقتصادية وقلـبـها النابــض الـذي ينعكـس بدوره على الجانب السياسي والاجتماعي للأمم،فالنقــود تُـعــدَّ وثـيــقة تأريـخـيــة تـساعد الباحثــين وتعينهم في التعرف على الكثير من المظاهر الحضارية السائــدة وقـت ضربها وتحليل معطياتها عن طريق النصوص والكتابات والـرمــوز التي تـرد عليها،ويُــعــد علم النقــود من العلوم الباتــه التي لا تقبل الطعن بالشك فيها اذا ما ثبتت أثريتها،بوصفها من أهم الوثائق والشواهد التأريـخــية الأكثر مصداقية،وما لها من اهمية في كشف الحقائق الغامضة التي ذكرها المؤرخين اجتهاداً أو لـبسـاً في النقل أو الروايــة وتـمـيــط اللثام عنها،كل ذلك يعكس الاهميــة الحضارية والتاريـخـيــة للنقـــود،فهـي تصور دورة الحياة الاقتصادية للمجتمعات وما تعرضت له من نكسات وازمات اقتصادية من جراء الكوارث الطبيعية أو الأوبـئــة والأمـراض والفيضان والفتن والحروب.
وأصبح لضرب النـقــود جانـبــاً مهماً من الناحية السياسية إذْ أصبح مظهراً من مظاهر السلطان أو من يخول بــه،فكانت ” في عرف الدول وظيفة ضروريــة إذ بها يتميز الخالص من المغشوش بين الناس في النقــود عند المعاملات ويتقون في سلامتها الغش بحتم السلطان عليها”.( )
اما من الجانب الثقافي فهي تُعـدَّ مدرسة فنية تعكس طبيعة الحياة الثقافيــة لما ينقش عليها من الخطوط بأنواعها والزخارف باختلاف اشكالها.
لـقد وقع الاختيار على هذا الموضوع لأسباب ودوافع تكمن في الرغبة لتسليط الضوء على حلقةٍ من حلقات التاريخ النقدي للدولة الجلائرية التي انبثقت من رحم الأمة المغولية ،بل جاؤا اكتمالا لدورها السياسي في العراق واجزاء من بلاد فارس واذربيجـان.
وامـا السبب الأخر فقد وجدت ان الحقبة السياسية للدولة الجلائرية على الرغم من ان مـدة حكمهم كانت في مرحلتين سياسيتين لم تلاقي دراسة نقودهم اقبالاً من الباحثين بشكلٍ معمق ولـربـمـا ان صناعة نقودهم الغير متقنة وصغر قطرها وطمس معالمها لم تشجع على ذلك،فتكون من الصعوبة دراستها وفعلا هذا كان احد المشكلات والمعوقات التي واجهتني خلال دراستي لنقود الجلائريين،فرداءة الضرب وصغر حجم المسكوكة بالقدر الذي يتعذر قراءة نصوصها إذْ إنَّ غالبيتها إلاًّ ما ندر منها كانت تفتقد لنقوش الاطواق وغير كاملة المعالم،مما سبب لي اشكالا في دراستها حتى اني تعايشت مع طرزها واعتمدت المقارنة ودقة الملاحظة في تحليل رموزها.