نوقشت بقسم التأريخ في كلية الآداب جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ( روايات الرحالة والبلدانيين في بلاد ما وراء النهر بين القرنين الرابع والسابع الهجريين / العاشر والثالث عشر الميلاديين ) للطالب رياض خليل هندي ، وذلك يوم الاثنين الثالث والعشرين من شهر كانون الاول الجاري .
وهدفت الاطروحة الى تسليط الضوء على جهود علماء الجغرافية وروادها واسهاماتهم في بناء الفكر الإسلامي الإنساني والعالمي ، لاسيما اذا ما علمنا ان بلاد ما وراء النهر تقع شرقي نهر جيحون وهي في مجملها كأقاليم ومدن وغيرها تقع بين نهري سيحون وجيحون ، التي تعد من اهم واكبر المناطق نشاطاً في مدة الدراسة لغناها بالثروات وسعت انهارها ، وكذلك دورها القيادي المتميز في نهوض الحضارة والفكر الإسلامي وتطويرها .
وكشفت عن توافر الثروات الطبيعية وغير الطبيعية كالثروة الزراعية ، والحيوانية ، والمعدنية ، وشهدت نهوضاً في الصناعات التحويلية المختلفة ، واتسمت بخصوبة اراضيها ومواردها المائية الوفيرة المتمثلة بجيحون وسيحون ونهر الصغد وتفرعاتهم ، والبحيرات وتوفر الموارد الاولية للصناعة ، فضلاً عن الديانات المتواجدة في ربوع هذه البلاد التي لها نشاط واسع وواضح قبيل مجيء الدولة العربية والاسلامية ، لكنها بعد ذلك ذابت وانصهرت مع الفاتحين شيئاً فشيئاً مع الدين الإسلامي واحتفاظ البعض بدياناتهم وتوجهاتهم وعقائدهم ، إلا ان الدين الإسلامي اصبح وبقى هو الدين السائد والرئيس وهو مصدر التشريع في تلك البقاع حتى مجيء المغول .