نوقشت بقسم اللغة العربية في كلية الآداب جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ( مناهج المحدثين في دراسة الفعل : دراسة تأصيلية ) للطالب حيدر كامل سعدون ، وذلك يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني الجاري .
وهدفت الدراسة إلى التعرف على الأسس التي اعتمد عليها الفلاسفة التي مثلت معياراً للحكم على الأفعال ، وهما التحليل والتأويل ، وكان النظر للفعل متشابهاً مفهوماً ومختلفاً مصدقاً ، ولذلك لم يحصل أي اجماع على حد تام للفعل ، وعرفه كل فيلسوف بحسب منهجه واهدافه وطبيعة بحثه ، فمنهم من تحدث عن الفعل بالقوة ، واعتبره مساوياً للفعل بالحقيقة بمعزل عن زمن وقوعه ، ومنهم من اعتبر الفعل من حيث المعيار الفلسفي اعم منه من حيث المعيار النحوي ، لأن الفعل عند الفلاسفة لا تحده لغة ، لكن الفكر الفلسفي لم ينكر العلاقة بين الفعل الفلسفي واللغة المنطوقة ، وقد وضعت المعايير الفلسفية الأفعال والأسماء في مقولة واحدة .
وكشفت الدراسة عن ان معيار الخطاب القرآني ذاتياً لم يلتزم بالقاعدة اللغوية احياناً ، بدلالة انه تعامل مع الافعال بمعزل عن الزمن وكان السياق هو معيار تحديد دلالة الفعل في القرآن ، واستند حذف الفعل فيه على اساسين : الاختصار ووجود ما يدل على الحذف ، ولا تكرار في القرآن ، بل هناك اعادة لبعض الألفاظ ومنها الأفعال ، ويمكن القول ان الخطاب القرآني عد الأفعال أدوات لإظهار المعاني بحسب السياق لا بحسب معنى الفعل نفسه ، وهو استعمال قرب الأفعال من الأدوات .