نوقشت بقسم علم الاجتماع في كلية الآداب جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ( صورة الاله في الدينين المندائي والبهائي : دراسة في انثروبولوجيا الوعي ) للطالب سعدون محسن ضمد ، وذلك يوم الخميس السادس من شهر آيار الجاري .
وهدفت الدراسة إلى معالجة الوعي البشري من زوايا نظر متعددة منها ان حقيقة الثقافة هي نتاج مباشر لمنظومة الوعي ، والأخرى ان ادراك البشر مقيد بقيود متنوعة ، ودراسة صورة الاله في الدين بوصفها انموذجاً ثقافياً يصلح لفهم العلاقة التي تربط الثقافة بمنظومة الادراك التي انتجتها ، عبر تفعيل اتجاه ( انثروبولوجيا الوعي ) الذي تقترحه الدراسة لفهم اكثر دقة للدين وللثقافة او في الاقل نحقق فهماً مغايراً لهما ، وكذلك ان صورة الاله بوصفها مدركاً ما وراء الطبيعة تشكل تحدياً للادراك فهي تصلح انموذجاً لفحص الحدود التي يمكن للدراك ان يتوقف عندها .
وكشفت الدراسة عن تعزيز فرضية صورة الاله وان الوعي البشري مهيأ لادراك الطبيعة ولذلك لا يستطيع ان يدرك ما ورائها ، إذ ان الوعي في حالة ادراك صورة الاله او اي حالة ادراك يتجاوز فيها حدوده ، يستعمل آليات غير قادرة على انتاج صورة ذهنية ترتبط بالمثير ما وراء الطبيعة ، بل يستعير صوراً ترتبط بمواضيع طبيعية ، بعد ان يلجأ الى الخيال لإجراء بعض التعديلات عليها تخرجها من شكلها الاصلي الى شكل اخر يوحي بالارتباط بما وراء الطبيعي ، كما هو الحال مع صور الالهة المصرية التي غالباً ما تكون بأجساد بشرية ورؤوس حيوانية ، وهذا ناتج عن اعادة تكرار صوراً قديمة لا تحقق صوراً ذهنية جديدة .