نوقشت بقسم الفلسفة في كلية الآداب جامعة بغداد اطروحة الدكتوراه الموسومة (النزعة الإنسانية في الفكر العربي الإسلامي المعاصر : نماذج مختارة) للطالب حسين علي منصور.
وهدفت الدراسة إلى تناول إنسانية الإنسان- أي الجانب الأخلاقي منه، لكي يتمكن من معالجة ما يمكن معالجته ، ومن هنا وجب البرهنة على وجود هذا الجانب (الأخلاقي) في الفكر العربي الإسلامي منذ عصور عدة، ومن ثم الربط بين تلك الجوانب الأخلاقية بالفكر الحديث والمعاصر عبر سلسلة من المفكرين والشخصيات الأخرى سواء كانت دينية أو فلسفية، أو يجمع بين كلا الاتجاهين، ومن أجل هذه الغاية استعمل الباحث منهجاً تاريخياً تحليلياً لدراسة هذا الواقع .
ومن ابرز التوصيات التي قدمتها الدراسة أن من شأن الإنسان أرفع وأسمى مما تذهب إليها هذه النظريات ولاسيما الغربية، وجد ان الإنسان يمثل خليفة الله في الأرض، له قدسيته التي تحمي وتصون كرامته ومكانته الاجتماعية، ومن ثم له الحق أن يُحكم عقله وإدراكه ومعارفه على كل ما يتعلق به، سواء العوامل الدينية ونصوصها، أو تلك المتعلقة بالقوانين الوضعية وقيود المجتمعات، بمعنى أنه لا تعارض بين الشريعة السماوية ومبادئ العقل إذا ما أُريد منها حفظ كرامة الإنسان وتطبيق القيم الأخلاقية النبيلة ومبدأ العدالة بين الناس في تعاملاتهم، بصرف النظر عن دينهم وأجناسهم وهوياتهم ومذاهبهم وقومياتهم، لأنه في نهاية المطاف يُعد الإنسان أسمى وأشرف مخلوق سماوي في الأرض، وخير دليل على ذلك تلك الرسالة التي بعثها الإمام علي (عليه السلام ) إلى عامله في مصر مالك الأشتر والتي كانت تُعد كوثيقة عهد لحفظ كرامة الإنسان، وقد تنهض أمة من الأمم بعدما تتهيأ لها الأسباب والظروف الفكرية فترتقي على سلم النهوض العلمي والفكري.