ناقشت كلية الآداب جامعة بغداد في قسم الآثار أطروحة الدكتوراه الموسومة” تل السيب في النصوص المنشورة وغير المنشورة من العصر البابلي القديم” للباحث علي حسن خضير .
هدفت الدراسة إلى تسليط الضوء على دراسة (39 رقيم طيني) من تل السيب الذي يعود للعصر البابلي القديم، وهي تمثل استكمالا لما تم التوصل إليه من خلال التنقيبات والدراسات السابقة حول مدينة ميتوران، ونظراً لأهمية الموضوع فقد تمت الإشارة الى غالبية النصوص المدروسة سابقاً لكي تكون الصورة كاملة حول مدينة ميتوران وأهميتها، وإن جميع نصوص الدراسة ذات طبيعة اقتصادية، شملت نصوص عقود وقوائم توزيع مواد وقوائم بأسماء أشخاص ونصوص أراضي وغيرها، وتم تسليط الضوء على مدينة ميتوران وتنقيباتها، وقد تم تقسيم دراسة النصوص حسب الغرف المكتشفة ودراسة نصوص كل غرفة بمعزل عن نصوص الغرف الأخرى، كما تم دراسة نصوص الوحدة البنائية الثانية غير المنشورة، والتي شملت قراءة وترجمة نصوص من (الغرف 28 و 19 و 27 و 14)، وكذلك دراسة لمحتوى نصوص الوحدة البنائية الثانية المنشورة وغير المنشورة، وتسليط الضوء أيضا على نصوص الايشكار، وأهم الشخصيات الواردة في النصوص وطبيعة أعمالهم، وتقديم دراسة نصوص من (الغرفة 54) وقراءتها وترجمتها، ودراسة لمحتوى النصوص المنشورة وغير المنشورة من نفس الغرفة والذي تضمن (أرشيف ادرايو مدينة ميتوران) وطبيعة أعمالهم الإقتصادية، واشتملت الدراسة على نصوص غير منشورة من مجموعة غرف متفرقة وقراءتها وترجمتها، وتقديم جرد ودراسة لمحتوى نصوص الغرف المتبقية في الموقع.
أما أهم ما توصلت إليه الدراسة من نتائج هي أن منطقة ديالى واحدة من أهم مناطق بلاد الرافدين قديماً، نظراً لأهمية موقعها الجغرافي، إذ تعد حلقة وصل بين بلاد الرافدين والدول المجاورة شرقاً وشمالاً، فضلاً عن إنها واحدة من المناطق الزراعية التي كانت وما زالت ذات أهمية كبيرة للبلاد، نظراً لخصوبة أرضها وتنوع غلاتها الزراعية، وهو الأمر الذي جعلها مستوطناً للعديد من الأقوام في مختلف العصور، ومن بين هذه الأقوام هم الاموريين الذين استوطنوا في مناطق سوريا واندفعوا بشكلِ موجات هاجرت الى بلاد الرافدين على شكل موجتين كبيرتين، الأولى أسهمت في تأسيس سلالة ايسن ولارسا وأشنونا, والثانية نتج عنها تأسيس سلالة بابل وآشور والوركاء وسبار وغيرها، وأطلق الباحثون على الفترة الزمنية التي ساد فيها حكم الاموريين اسم العصر البابلي القديم، وأن منطقة حوض حمرين التابعة لمملكة أشنونا واحدة من المناطق المهمة التي تميزت بكثرة المواقع الأثرية التي أمدتنا بمعلومات قيمة عن تاريخ وحضارة بلاد الرافدين من خلال هذا العصر، ومن بين هذه المواقع (تل السيب) الذي نقبت فيه بعثة عراقية تابعة للهيئة العامة للآثار والتراث لمواسم عدة، والذي تبين أنه مع تل حداد الذي يجاوره شكلا قديماً مدينة عرفت في المصادر المسمارية باسم (ميتوران او ميتورانت)، ونتج عن التنقيب في تل السيب الكشف عن اكثر من (70 غرفة)، عثر فيها على أكثر من (700 رقيم طيني) قدمت مادة تاريخية مهمة يمكن من خلالها فهم طبيعة الحياة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية في مدينة ميتوران خلال العصر البابلي القديم.

Comments are disabled.