المقدمة:
شهد قسم الجغرافية ونظم المعلومات الجغرافية في كلية الآداب مناقشة أطروحة دكتوراه متميزة للطالب (سماء طاهر حمود)، حملت عنوانا: (التحليل المكاني لاستثمار الطاقة المتجددة في تنمية السياحة المستدامة في محافظة كربلاء)، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 24/6/2025 على قاعة الفراهيدي، وقد تناولت الأطروحة موضوعاً بالغ الأهمية يجمع بين الجغرافيا التطبيقية والطاقة المستدامة وتخطيط التنمية السياحية، في ضوء التوجهات العالمية نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.
الأهداف:
سعت الدراسة إلى الكشف عن الإمكانات الطبيعية والبشرية المتوفرة في محافظة كربلاء، وتحديد المواقع الجغرافية الأكثر ملاءمة لإنشاء مشاريع سياحية تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، خصوصاً الطاقة الشمسية والريحية. كما هدفت إلى دراسة العلاقة التفاعلية بين القطاع السياحي ومصادر الطاقة البديلة، وتحديد المناطق المناسبة لإقامة هذه المشاريع من خلال استخدام أدوات التحليل المكاني ضمن بيئة نظم المعلومات الجغرافية (GIS). وقد ركّز الباحث على أهمية توظيف هذه الإمكانات في تحقيق التنمية السياحية المستدامة، بالاعتماد على الطاقة المتجددة كوسيلة فعالة وصديقة للبيئة.
النتائج:
توصلت الأطروحة إلى مجموعة من النتائج العلمية المهمة، أبرزها أن الموقع الجغرافي لمحافظة كربلاء يوفر إمكانيات طبيعية كبيرة للاستثمار في الطاقة الشمسية، حيث تُعد من أفضل المحافظات العراقية من حيث معدلات الإشعاع الشمسي، مما يجعلها مؤهلة لتوليد الكهرباء لخدمة مختلف القطاعات، لا سيما السياحة. وقد أوضحت الدراسة أن جميع أقضية ونواحي كربلاء صالحة لاستخدام الطاقة الشمسية، لكن يُفضّل الاستعمال الفردي داخل المناطق السكنية (كالبيوت والمؤسسات والمزارع)، في حين يُنصح بإنشاء المجمعات الشمسية في المناطق الصحراوية والجرداء خارج النطاق الحضري.
التوصيات :
أوصت الدراسة باعتماد الطاقة الشمسية كمصدر أولي لمشاريع السياحة في المحافظة، تليها الطاقة الريحية ثم الكهرومائية، مع ضرورة التخطيط المكاني الدقيق لاختيار المواقع الأنسب لكل نوع من الطاقة، مع الأخذ بنظر الاعتبار العوامل البيئية كالمساحات المفتوحة، وبعدها عن الظلال والمصدات، ويفضل في الطاقة الريحية اختيار المناطق المرتفعة التي تساعد على رفع كفاءة التشغيل.