نظّم قسم علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة بغداد، جلسة مناقشة علمية لرسالة الماجستير المقدّمة من الباحثة زهاء علي المفرجي، والمعنونة:
“معايير جودة البيئة المدرسية الصديقة للطفل – دراسة ميدانية في قضاء الصويرة”، وذلك على قاعة ابن سينا في الكلية، بحضور لجنة علمية مختصة وعدد من الأساتذة والباحثين والطلبة.
هدف الدراسة:
هدفت الدراسة إلى تحديد المعايير الأساسية لجودة البيئة المدرسية الصديقة للطفل، والكشف عن مدى الالتزام بهذه المعايير في المدارس الابتدائية ضمن قضاء الصويرة. كما سعت إلى إبراز أهمية البعد الاجتماعي والثقافي في تعزيز جودة التعليم، من خلال فهم تأثير البيئة المدرسية على الطفل، ودور المدرسة في بناء مجتمع متماسك من خلال توفير بيئة تعليمية آمنة وصحية ومحفزة.
نتائج الدراسة:
توصلت الدراسة إلى أن هناك تفاوتًا واضحًا في مدى تطبيق معايير الجودة في المدارس الابتدائية ضمن قضاء الصويرة. فقد أظهرت النتائج أن بعض المدارس تحاول الالتزام بتلك المعايير بدرجات متقدمة، بينما تعاني مدارس أخرى من ضعف في البنية التحتية ونقص في الموارد البشرية والتقنية، مما يعيق تحقيق بيئة مدرسية صديقة للطفل بشكل فعّال، كذلك كشفت الدراسة أن المؤسسات التعليمية التي تطبّق هذه المعايير تساهم بشكل مباشر في رفع الوعي لدى المجتمع، خاصة في ما يتعلق بأهمية التواصل بين المدرسة والأسرة، مما يعزز من التفاعل الثقافي والاجتماعي داخل البيئة المدرسية وخارجها. كما بيّنت أن الأطفال في المدارس التي تراعي معايير الجودة يتمتعون بفرص أفضل للنمو الأكاديمي والنفسي والاجتماعي.
توصيات الدراسة:
أوصت الباحثة بضرورة العمل على تطوير البنية التحتية للمدارس الابتدائية في قضاء الصويرة بما ينسجم مع معايير الجودة المعتمدة دوليًا، مع ضرورة تدريب الكوادر التدريسية والإدارية على كيفية تفعيل هذه المعايير عمليًا داخل الصفوف الدراسية.
كما دعت إلى تعزيز الشراكة بين المدرسة والمجتمع المحلي، خصوصًا أولياء الأمور، لخلق بيئة تعليمية داعمة ومحفّزة لنمو الطفل. وشددت على أهمية تفعيل السياسات التربوية الوطنية بما يتماشى مع متطلبات الجودة الحديثة، وضرورة تخصيص موارد مالية وبشرية كافية لدعم المدارس وتمكينها من تحقيق أهدافها التربوية والاجتماعية، وأكدت التوصيات أيضًا على أهمية الاستفادة من النماذج التعليمية الناجحة في دول أخرى وتكييفها بما يتلاءم مع الخصوصية الثقافية والاجتماعية العراقية، من أجل تحقيق بيئة مدرسية آمنة، دامجة، ومحفّزة، تضمن مستقبلًا أفضل للأطفال في العراق.