ناقش قسم علم الاجتماع في كلية الآداب أطروحة دكتوراه بعنوان “بُنية المكان والتغيرات الثقافية في مدينة سامراء – دراسة أنثروبولوجية” للباحث مرتضى ستار صالح، وذلك في قاعة مدني صالح يوم الأحد الموافق 27 تموز 2025. جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على أهمية مفهوم بُنية المكان ودوره في تشكيل وتحليل التغيرات الاجتماعية والثقافية في مدينة سامراء، إذ يُستخدم هذا المفهوم لوصف تنظيم المكان وتركيبته، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية والتاريخية التي تؤثر فيه. وركزت الدراسة على الأبعاد الثقافية التي تتغير في بنية المجتمع ووظائف المكان، باعتباره شكلًا إيكولوجيًا يتحكم في مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية التي تعكس نفسها على الطابع العمراني والديموغرافي والاقتصادي والسياسي والديني للمدينة.

أهداف:
تهدف الدراسة إلى فهم البنية الثقافية للجماعات السكانية في مدينة سامراء وتصنيفها بهدف تفسير طبيعة التفاعل والتواصل بين بنية الأفراد والمكان، وكيف تؤثر التغيرات المكانية على البناء الاجتماعي والعلاقات بين الأفراد داخل المجتمع. كما تسعى الدراسة إلى رصد التغيرات الثقافية والديمغرافية والإيكولوجية التي ترتبط بالتوزيعات المكانية، مع التركيز على التداخل التاريخي والاجتماعي بين المدينة القديمة والحديثة، وما ينجم عن ذلك من انعكاسات على المرجعيات الدينية والعشائرية والاقتصادية.

النتائج:
أظهرت الدراسة أن بُنية المكان في مدينة سامراء وتوزيعات السكان ترتبط بشكل وثيق بالمرجعيات الدينية والعشائرية والاقتصادية، حيث أسهمت العوامل الثقافية والدينية في تشكيل توزيعات مكانية تكيفية تنعكس على طبيعة العلاقات الاجتماعية والبنية الحضرية. كما أكدت الدراسة أن البنية المكانية لا يمكن حصرها في فترة زمنية محددة، بل تمتد عبر عقود متصلة تُشكّل تاريخ المدينة وحاضرها، من خلال الترابط بين المدينة القديمة والحديثة والمواقع المقدسة مثل العتبة العسكرية، التي تعد مركزًا دينيًا واجتماعيًا هامًا في المدينة.

التوصيات:
أوصت الدراسة بضرورة اعتماد مناهج وأنماط بحثية أنثروبولوجية متجددة في دراسة البُنى المكانية والتغيرات الثقافية، لا سيما من خلال استخدام أدوات جمع البيانات النوعية مثل الملاحظة بالمشاركة، والمقابلات المعمقة، والاستفادة من المخبرين والوثائق التاريخية ذات الصلة. كما شددت على أهمية النظر إلى المكان ككيان متداخل الأبعاد التاريخية والاجتماعية والإيكولوجية، مما يتطلب دراسة متكاملة تعكس تعقيد العلاقات بين الفرد والمجتمع والمكان، وضرورة مراعاة الديناميات الثقافية والتغيرات المستمرة التي تحدث في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمدينة.

Comments are disabled.