شهد قسم علم النفس في كلية الآداب بجامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير الموسومة “الأهداف الرحيمة وعلاقتها بصورة الذات”، التي تقدمت بها الباحثة “هاجر خالد عبد الرزاق”.

الأهداف:
سعت الباحثة من خلال هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على طبيعة “الأهداف الرحيمة” التي يتبناها الآباء والأمهات في تفاعلهم مع البيئة الاجتماعية والأسرية، والكشف عن مدى ارتباط هذه الأهداف بصورة الذات بنوعيها الواقعي والمثالي. كما حاولت الدراسة التعرف على الفروق الإحصائية في هذه المتغيرات النفسية تبعاً لاختلاف الجنس (ذكور وإناث) والفئات العمرية (من 21 إلى 40 سنة ومن 41 إلى 60 سنة). وانطلقت الفرضيات من إمكانية وجود علاقة ارتباطية دالة بين طبيعة الأهداف الرحيمة التي يتبناها الفرد، والصورة التي يُكوِّنها عن ذاته، سواء أكانت هذه الصورة واقعية أو مثالية، بما ينعكس على مواقفه وسلوكياته داخل أسرته ومجتمعه.

النتائج:
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج المهمة التي تكشف عن عمق العلاقة بين الجوانب القيمية والنفسية في شخصية الأفراد. فقد بيّنت النتائج أن العينة المدروسة تتمتع بمستوى واضح من الأهداف الرحيمة، إلا أن هذه الأهداف لا تتأثر بشكل دال إحصائياً بمتغيري الجنس أو العمر، مما يشير إلى أن الرحمة كقيمة تربوية قد تكون عامة لدى مختلف الفئات. كما أظهرت النتائج أن الآباء والأمهات يمتلكون صورة ذات واقعية ومثالية، إلا أن هناك فروقاً ذات دلالة إحصائية في الصورة المثالية لصالح الذكور، بينما لم تُسجّل فروق إحصائية مرتبطة بالعمر. والأهم من ذلك، أن الدراسة أثبتت وجود علاقة ارتباطية طردية بين الأهداف الرحيمة وصورة الذات الواقعية والمثالية، مما يعزز الفرضية القائلة بأن البُعد القيمي ينعكس بصورة مباشرة على كيفية إدراك الفرد لذاته وتعامله مع الآخرين.

التوصيات:
بناءً على هذه النتائج، أوصت الباحثة بضرورة أن تتبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي سياسات تُعزز الأهداف الرحيمة لدى الآباء والأمهات، وذلك من خلال تصميم برامج إرشادية نفسية تربوية تُشجع على التفاعل الإنساني الإيجابي مع الأبناء. كما دعت إلى تفعيل دور الإعلام، ولا سيما البرامج الإذاعية والتلفزيونية، في ترسيخ ثقافة الرحمة والمساعدة باعتبارها جزءاً من القيم المجتمعية الأصيلة. وضمن السياق المجتمعي، اقترحت الباحثة أن تُعزز المؤسسات التربوية، مثل المدارس والمراكز الأسرية، مناهج تنموية تدمج بين التدريب على التواصل الرحيم، وتبني الأهداف الرحيمة، وتدعيم التقييم الإيجابي للذات لدى الوالدين.

Comments are disabled.