شهد قسم علم النفس في كلية الآداب – جامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير الموسومة “السلوك العدواني السلبي على وفق العوامل الخمسة الكبرى للشخصية”، والتي تقدّم بها الباحث “رياض عمران موسى علي”،
تناولت الرسالة بالتحليل والدراسة سلوك السجناء المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي، مركزاً الباحث على فهم طبيعة السلوك العدواني السلبي لديهم، وكيفية ارتباطه بالأبعاد الخمسة الكبرى للشخصية، والتي تشمل: الانبساطية، المقبولية، الضمير الحي، الاستقرار العاطفي، والانفتاح على الخبرة. وقد سعى الباحث من خلال هذه الدراسة إلى استكشاف الفروق الإحصائية في هذا السلوك وفقاً لمتغيرات الحالة الاجتماعية والعمر والتحصيل الدراسي ومدة الحكم، إلى جانب الكشف عن العلاقة الارتباطية بين هذا السلوك وتلك العوامل الشخصية.
الأهداف:
استهدفت الدراسة تحقيق مجموعة من الأهداف الأساسية، تمثلت في التعرف على مستوى السلوك العدواني السلبي بين سجناء تنظيم داعش الإرهابي، ودراسة الفروق الإحصائية لهذا السلوك بحسب متغيرات الحالة الاجتماعية، العمر، التحصيل الدراسي، ومدة الحكم. كما سعت إلى التعرف على العوامل الخمسة الكبرى للشخصية لدى هذه الشريحة، ودراسة الفروق الإحصائية للعوامل الشخصية نفسها وفق المتغيرات ذاتها، بالإضافة إلى الكشف عن طبيعة العلاقة الارتباطية بين السلوك العدواني السلبي والعوامل الخمسة الكبرى للشخصية.
النتائج:
أظهرت النتائج أن أفراد العينة يعانون من مستويات مرتفعة من السلوك العدواني السلبي، مما يعكس خللاً واضحاً في البناء النفسي لديهم. كما بينت التحليلات الإحصائية أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في هذا السلوك تبعاً لمتغيرات الحالة الاجتماعية أو العمر أو التحصيل الدراسي، إلا أن هناك فروقاً ظهرت لصالح المحكومين بالمؤبد، مما يشير إلى أثر مدة العقوبة في تعزيز هذا النوع من السلوك. وبالمثل، أوضحت النتائج أن العينة أظهرت مستويات مرتفعة في العوامل الخمسة الكبرى للشخصية، مع تسجيل فروق دالة إحصائياً تبعاً لمتغير الحالة الاجتماعية لصالح المتزوجين، في حين لم تُسجّل فروق تبعاً لبقية المتغيرات الأخرى.
التوصيات:
وقد خرجت الدراسة بجملة من التوصيات الرامية إلى تطوير برامج تأهيل نفسي واجتماعي للسجناء، من أبرزها: دعوة وزارة العدل ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية إلى إعداد برامج تأهيلية متخصصة تسهم في إعادة دمج هؤلاء الأفراد في المجتمع، إلى جانب التأكيد على ضرورة وضع برامج دينية معتدلة بإشراف رجال دين يؤمنون بروح الإسلام السمح، لمحاربة الفكر المتطرف. كما اقترحت الدراسة إنتاج برامج إعلامية تُعرض عبر القنوات التلفزيونية، تتناول تجارب حقيقية لأفراد انتموا إلى التنظيمات المتطرفة ثم تخلوا عنها، بهدف التوعية العامة بمخاطر هذه الجماعات.