شهد قسم الآثار في كلية الآداب – جامعة بغداد، مناقشة أطروحة الدكتوراه الموسومة “أرشيف مدينة أوما في ضوء النصوص المسمارية من عصر أور الثالثة في المتحف العراقي (قرار 205، 2003–2004)”، للباحثة “نور حميد حسون، وذلك في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الثلاثاء الموافق الخامس من آب الجاري، على قاعة مدني صالح.
جاءت هذه الدراسة في سياق علمي يهدف إلى إحياء وتحليل أرشيف مدينة أوما، إحدى أبرز المدن السومرية، وذلك بالاعتماد على مجموعة من النصوص المسمارية التي تم توثيقها ضمن مقتنيات المتحف العراقي بعد عام 2003. وتُعد هذه النصوص مصدراً أساسياً لفهم ملامح الحياة السياسية والاقتصادية والإدارية في مدينة أوما خلال عصر أور الثالثة، وهي فترة حاسمة في تاريخ بلاد الرافدين.

الأهداف :
سعت الباحثة من خلال هذه الأطروحة إلى إجراء دراسة تحليلية معمقة لـ (331) نصاً مسمارياً كانت محفوظة ضمن قرارات المتحف العراقي (203 و204 و205)، بهدف تثبيت نسبتها إلى مدينة أوما القديمة. وتم ذلك من خلال مقارنتها بالألواح المسمارية المحفوظة في متاحف عالمية سبق وأن جرت دراستها ونشرها، مما أتاح بناء أرشيف شبه متكامل يعكس دور أوما في صياغة المشهد السياسي والإداري في تلك الحقبة.
اعتمدت الدراسة على منهج موسوعي وتحليلي، حيث قُسّمت إلى أربعة فصول، تناول كل فصل جانباً من الجوانب التاريخية أو النصوصية أو الإدارية أو الاقتصادية للمدينة، وقد تضمن كل فصل ثلاثة مباحث تفصيلية، كما دُعّمت الأطروحة بجداول دقيقة وخرائط توضيحية.

النتائج :
توصلت الدراسة إلى أن مدينة أوما (جوخة حالياً) شكّلت محوراً فاعلاً في الحياة السياسية والاقتصادية خلال فترة سلالة أور الثالثة (2112–2004 ق.م)، إذ مكّنها موقعها الجغرافي وتنظيمها الإداري والاقتصادي من ترك أرشيف مسماري ضخم يوثق تفاصيل دقيقة عن البنية الإدارية والنشاط الاقتصادي في تلك الفترة.
كما بيّنت الأطروحة أن جزءاً كبيراً من النصوص المسمارية التي تعود إلى مدينة أوما تم ضبطها بعد عام 2003 إثر حملات التهريب، وقد أُودعت في المتحف العراقي ضمن قرارات الدخول 204 و205 في العام 2005، كما استُعيدت دفعة جديدة عام 2009 تضم قرابة (1500) لوح مسماري، ما ساهم في توسيع قاعدة البيانات الخاصة بأرشيف أوما.

التوصيات :
أوصت الدراسة بضرورة مواصلة العمل الأكاديمي على النصوص غير المنشورة ضمن أرشيف أوما في المتحف العراقي، وتنسيق الجهود بين الباحثين المحليين والدوليين لتوحيد البيانات وتحقيق النصوص وتحليلها بشكل علمي ممنهج. كما دعت إلى إقامة مشاريع توثيق رقمية لأرشيف مدينة أوما، بما يسهم في صيانته وإتاحته للباحثين، ويعزز من مكانة المتحف العراقي كمصدر عالمي مهم للتراث المسماري.

Comments are disabled.