شهد قسم علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة بغداد مناقشة رسالة الماجستير الموسومة «الهوية والانتماء العقائدي المتطرف – دراسة في مدينة بغداد» للباحث ياسر يحيى دحام علوان، وذلك يوم الأحد الموافق 17 آب 2025، على قاعة مدني صالح. وقد سعت هذه الدراسة إلى معالجة إشكالية معاصرة تتعلق بتأثيرات الهوية والانتماء في ظل تنامي مظاهر التطرف، مركّزة على مدينة بغداد بوصفها فضاءً اجتماعياً وثقافياً وسياسياً متشابكاً.
الأهداف:
هدفت الرسالة إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين الهوية الفردية والجماعية والانتماء العقائدي المتطرف، من خلال تتبع العوامل التي تسهم في نشوء هذا النمط من الانتماء، سواء تلك المرتبطة بوسائل الإعلام ودورها في تكوين الهويات المتطرفة، أم العوامل الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة في التهميش والحرمان، فضلاً عن البحث في كيفية تداخل الهويات الدينية مع الهويات الاجتماعية والوطنية في المجتمع العراقي.
النتائج:
أظهرت الدراسة أن هناك علاقة واضحة بين صراع الهوية الوطنية والهوية الدينية، وأن تقاطع الهويات المتعددة كثيراً ما يؤدي إلى بروز أنماط متوترة من الانتماء، تتجسد في الميل إلى التشدد أو التطرف. كما بيّنت النتائج أن ضعف الانتماء الوطني يزيد من احتمالات الانجراف نحو العقائد المتطرفة، وأن العوامل الاقتصادية والاجتماعية، وبخاصة التهميش، تمثل بيئة خصبة لتغذية هذه الظاهرة.
التوصيات:
خلص الباحث في نهاية دراسته إلى مجموعة من المقترحات التي من شأنها الحد من تنامي ظاهرة الانتماء العقائدي المتطرف، من أبرزها ضرورة العمل على تعزيز الهوية الوطنية الجامعة بما يرسخ قيم التعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي، إلى جانب مواجهة آثار التهميش الاجتماعي والاقتصادي عبر سياسات تنموية شاملة، وبما يسهم في إعادة بناء الانتماء الوطني على أسس أكثر رسوخاً وعدالة.